رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» وعشاق مصر!


حتى صباح أول أمس ٣١ مارس، أي يوم انعقاد القمة العربية الثلاثين، كان معروفا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لن يشارك في القمة العربية، وأنه أناب رئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي لرئاسة وفد مصر بالقمة.. وعزز ذلك كلام المتحدث باسم الرئاسة التونسية قبل بضع ساعات، والذي أرجع عدم مشاركة الرئيس السيسي في القمة إلى أسباب تخصه وتخص مصر، ولا تخص تونس واستعداداتها الأمنية أو بقدرتها على حماية ضيوفها..


غير أن الرئيس السيسي فاجأ الجميع في الصباح بركوبه طائرته، متوجها إلى تونس للمشاركة في القمة العربية، رغم اللغط الكثير الذي أحاط بهذه المشاركة، في أعقاب إساءة أحد النواب التونسيين لمصر ورئيسها، ولعل ذلك يفسر استعارة الرئيس التونسي بيتا من شعر حافظ إبراهيم، وهو يقدم الرئيس المصرى للحديث أمام القمة يشير فيه إلى كثرة عشاق مصر ومكابدتهم في هذا العشق!

وأيا كانت ملابسات الأحاديث التي ترددت حتى صباح يوم القمة العربية، وأشارت إلى عدم مشاركة الرئيس السيسي فيها، فإن قراره بالمشاركة، سواء كان قد اتخذ مبكرا أو متأخرا، حقق الكثير من الفوائد والمكاسب لمصر.. فهو جاء أبلغ رد على هؤلاء الذين تربطهم في تونس بالإخوان في مصر روابط أيديولوجية وأيضًا تنظيمية في إطار التنظيم الدولى للإخوان، وهو الرد الذي اشترك فيه الرئيس التونسي أيضا بترحيبه برئيس مصر شعرا..

كما أن هذه المشاركة كانت مهمة في إظهار أن الرئيس السيسي لا يمثل مصر فقط، وإنما يمثل كل أفريقيا بوصفه رئيس الاتحاد الأفريقى لهذا العام.. فضلا عن أن هذه المشاركة في القمةً العربية التي رفضت ضمنا صفقة القرن وقدمت المبادرة العربية للسلام بديلا لها، تعزز من موقف مصر ورئيسها قبل لقائه الرئيس الأمريكى ترامب في التاسع من هذا الشهر.
الجريدة الرسمية