رئيس التحرير
عصام كامل

القمة!


لو سألت مصريا عن القمة لانصرف ذهنه فورا إلى مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، وليس إلى القمة العربية التي عقدت في تونس أمس، رغم أن هذه القمة الجديدة (الثلاثين) تعقد في أسوأ ظروف تمر بها المنطقة العربية، حيث يتهدد بالخطر كيان دولنا الوطنية، ويزداد تدخل القوى الإقليمية والدولية في الشأن العربي، ولا تجد العديد من الأزمات والمشكلات العربية حلولا في سوريا وليبيا واليمن، كما يقوم الإسرائيليون بدعم من الأمريكان بتصفية قضية العرب الأولى سابقا، وهي القضية الفلسطينية!


وبغض النظر عن أن ذلك ليس سبب غياب عدد من الزعماء العرب عن هذه القمة، إلا أنه يعكس عدم اهتمام أو اكتراث على المستوى الشعبى بتلك القمة العربية، رغم الجهد المبذول في الإعداد لها، والأموال التي تنفق على تنظيمها، وأيضًا رغم أن قمة تونس تحديدا أطلق المسئولون العرب، الذين قاموا بالتحضير لها، عليها (قمة توحيد الرؤية والكلمة).

وقد سبق تراجع الاهتمام عربيا على المستوى الشعبي بالقمم العربية، تراجعا على المستوى الرسمى عربيا بها.. بالقادة العرب الذين يحضرون هذه القمة العربية يكتفون بإصدار بيان أو إعلان في ختام كل قمة منها لا يجد سبيله إلى تطبيق وتنفيذ كلمة واحدة منه..

فكيف ننتظر اهتماما شعبيا بهذه القمم التي لم تعد تقدم جديدا منذ قمة لبنان التي عقدت قبل سبعة عشر عاما مضت، حينما تبنت مبادرة عربية لحل الصراع العربى الإسرائيلي، لم يعد بعض من أقروها وتحمسوا لها يلتزمون بها، حيث يقومون باتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أن تنسحب من الأراضي العربية المحتلة وتسلم بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على كامل أراضي الضفة وغزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية؟!

إذن مشكلة القمة العربية ليست مشكلة شعبية ولكنها في الأساس مشكلة رسمية.. أو هي مشكلة القادة العرب الذين لم يقدموا للشعوب العربية ما عولت عليه من اجتماعاتهم وقممهم الدورية التي بات عقدها، مجرد عقدها، يمثل الآن عبئا على بعض الدول العربية!
الجريدة الرسمية