رئيس التحرير
عصام كامل

الازدواجية المقيتة.. والتدخل المفضوح!


التاريخ ينبئنا بأن الغرب وأمريكا يسيطر عليهما الريبة والتوجس إزاء ما يتعلق بعالمنا العربي والإسلامي؛ ذلك أنه منذ غزو العراق وحرب أفغانستان وانتهاء بثورات ما سمي بـ"الربيع العربي" لم نعثر على موقف غربي مساند أو حتى محايد، وخصوصًا في مسارات الصراع العربي- الإسرائيلي، باستثناء الموقف الأمريكي إزاء العدوان الثلاثي الذي شنته إنجلترا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر في العام 1956..


والذي لم يتجاوز وقتها حد التنديد والدعوة لوقف ذلك العدوان الغاشم، وهو موقف وحيد كانت له حساباته التي سرعان ما انحازت بصورة مطلقة لإسرائيل حتى اليوم.. وآخرها قرار ترامب بشأن سيادة إسرائيل على الجولان.. ولا أدري ماذا سيكون موقف القادة العرب في قمتهم المنعقدة بتونس!

ما يدهش حقًا هو تلك الازدواجية المقيتة التي تتعامل بها أمريكا والغرب مع حقوق الإنسان التي صارت ورقة سياسية يمارسون تحتها أكثر أنواع الابتزاز السياسي فجاجة وسخافة.. لكن هذا الوهم تحطم على صخرة الواقع والممارسات على الأرض، حتى بات مكشوفًا للجميع كيف يتخذ الغرب وعلى رأسه أمريكا من تلك الورقة ذريعة للتدخل في شئون الدول، وخصوصياتها إذا ما تعارضت مصالحه وتصادمت أهدافه مع تلك الدول..

هنا يتم التشهير بها وابتزازها لإخضاعها للهيمنة الأمريكية والغرب، عبر إطلاق حملات منظمة تقودها منظمات حقوقية ووسائل إعلام، كما تفعل الهيومان رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية ومحطات البث التليفزيون وكبريات الصحف المرتبطة بدوائر صنع القرار والاستخبارات في أمريكا والغرب.
الجريدة الرسمية