«عبور المواسير».. كارثة تهدد حياة أطفال أسيوط في غياب «الكباري والمعديات»
يعانى أهالي أكثر من 15 منطقة بمحافظة أسيوط، من كارثة حقيقية تهدد حياة أطفالهم وذويهم للخطر، بسبب اتخاذهم من مواسير المياه والصرف الصحي وسيلة للعبور فوق الترع، وذلك لعدم وجود كباري أو عدايات قريبة منهم وخاصة بمراكز أبنوب وساحل سليم والبداري.
ورغم المطالبات المتكررة من أهالي بعض القرى التي تعاني من عدم وجود كباري قريبة من المدارس الابتدائية والاعدادية، خاصة إلا أن المسئولين تجاهلوا تلك المطالبات رغم وقوع أكثر من حادث غرق مأساوي لحالات أطفال إثر سقوطهم من أعلى الماسورة أثناء العبور.
رصدت "فيتو"، في تقريرها التالي معاناة أهالي بعض القرى التي تعيش المأساة خاصة بأبنوب والبداري ومعاناة العبور اليومي للأطفال وكبار السن واحتياج الأهالي لإنشاء كوبري مشاة أو معديات في تلك المناطق.
في قرية قاو الغرب التي تقع جنوب مركز البداري يشير السيد عبد العزيز، ولي أمر أن الأهالي يعانون من تلوث الترعة المارة بالقرية وعدم وجود كباري مشاة بطولها مما يضطر الطلاب الصغار للعبور أعلى مواسير مياه الصرف الصحى سيرا وحبوا أحيانا، نظرا لتلوث الترعة فإن مجرد المرور عليها يصيب الأطفال بالأمراض والأوبئة، وسقوط الأطفال من عليها يهدد حياتهم للخطر المحقق.
ويؤكد علي تمام، أحد سكان قرية نجوع المعادي، أن 3 مناطق متفرقة بعزب القرية يعانى أطفالها من عدم وجود كباري مشاة قريبة مما يضطرهم للسير فوق تلك المواسير أو "جذوع" الأشجار الواصلة بين جانبي القري توفيرا للوقت والمجهود بدلا من السير مسافات طويلة على الأقدام مما يجعل الآباء في حيرة لعدم قدرتهم على السيطرة على الوضع رغم وجود حالات سقوط في الترعة أثناء العبور وبدلا من أن يقوم المسئولين بتبديل تلك المواسير بمعديات مشاة أو إزالتها تماما تترك للأطفال لتودي بحياتهم.
وفاة الأطفال
وقال علي مسلم، مدرس أحد سكان الساتة بساحل سليم: إن الأطفال اعتادوا على المرور عبر تلك المواسير في العديد من القرى توفيرا للوقت ولطول المسافة ولكن الأمر ينتهى بكارثة كل فترة، خاصة أن الزحام أعلى الماسورة يتسبب وقت خروج الطلاب من المدارس في اختلال توازن الأطفال وسقوطهم مما يودى بحياة عدد منهم وعادة ما يسفر المرور عليها عن وقوع ضحية من الأطفال لسقوطهم في المياه وغرقهم.
يؤكد أهالي قرية القداديح التابعة لمركز أبنوب، أن أكثر من 5 مناطق تعيش حالة من الرعب والحيرة فلا ملجأ للطلاب بعزبة الحاوي للعبور من غرب الترعة لشرقها سوى مواسير الصرف الصحى رغم ضآلة حجمها، خاصة مع اقتراب تلك المواسير من المدارس وبعد الكباري عنها بأكثر من 2 كيلو متر على الأقل.
ويقول يحيى صلاح مزارع وأحد سكان القرية: إن تلك المواسير تسببت في سقوط عدد من التلاميذ ومصرع بعضهم أثناء توجههم من وإلى المدرسة لبعد الطريق الرئيسي عن المنازل بأكثر من كيلو ورغم المطالبات المستمرة والموافقات التي حصلنا عليها أكثر من مرة بإنشاء كوبري مشاة منذ عام 2007 وحتى عام 2018 إلا أنه لم يتم تنفذه حتى الآن.
في ذات السياق، أشار محمود خلف موظف بالزراعة وأحد سكان عزبة الخطيب التابعة لقرية القداديح إلى أن الشكوى الخاصة بخطورة عبور الأطفال من أعلى مواسير المياه تكررت كثيرا، خاصة أن العزبة مقابلة للمدرسة ويفصل بينهم الترعة، ويتخذ التلاميذ من ماسورتين مثبتتين على ضفاف الترعة ممرا لهم ما يجعلها مجازفة ورغم طول الترعة واتساعها إلا أن تلك المنطقة لا يوجد بها سوي كوبري واحد يبعد أكثر من 500 متر عن بداية القرية مما يضطر التلاميذ إما للعبور عبر المواسير أو استقلال مركبات التوك توك المكلفة في أجرتها، لافتا إلى أن عددا من الشباب تقدموا أكثر من مرة بمطالبات وفاكسات لوزارة الري من جهة، ووزارة النقل من جهة أخرى إلا أن التجاهل كان رد المسئولين على مطالبتهم.
وطالب الأهالي اللواء جمال نور الدين محافظ أسيوط ومسئولي الوحدات المحلية برصد تلك المناطق التي تعاني من عدم وجود كباري لمرور المواطنين، واتخاذ أهلها لمواسير المياه وجذوع الشجر وسائل للعبور أعلى الترع، بسرعة حل المشكلة حفاظا على أرواح الأطفال وتوفير كباري وعدايات بديلة للمرور أو إغلاق جانبي الماسورة لضمان عدم مرور الأطفال عليها وسقوطهم من أعلاها بدلا من تركها وسيلة خطيرة للعبور تهدد حياة المواطنين من الصغار وكبار السن.