رئيس التحرير
عصام كامل

٩ أبريل


هذا هو اليوم الذي أشار إليه بيان البيت الأبيض الامريكى أن الرئيس السيسي سيزور فيه واشنطن بدعوة من الرئيس ترامب.. وهذا أيضا هو اليوم الذي سوف تجرى فيه الانتخابات الإسرائيلية، والتي أشارت مصادر أمريكية إلى أن ترامب سوف يعلن- بعد إعلان نتائجها، والمرجح فيها فوز نتنياهو- تفاصيل مشروعه لتسوية الصراع العربى - الإسرائيلى، المعروف بصفقة القرن..


وهذا يدفع للاستنتاج إلى أن المباحثات بين الرئيسين المصرى والأمريكى قد تتناول أمر هذا المشروع أو هذه الصفقة، في ظل خلاف بينهما حول القدس الشرقية والجولان السورية.

ولذلك لنا أن نتوقع أن هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي لواشنطن، تأتى في وقت دقيق جدا.. فالإدارة الأمريكية سوف تسعى للحصول على تأييد مصرى لمشروعها أو صفقتها، أو على الأقل عدم رفضها بشكل حاسم وحاد، أو عدم ممانعة فاعلة ونشطة لها.. وبالطبع سوف تستثمر الإدارة الأمريكية كل ملفات العلاقات المصرية - الأمريكية لتحقيق هذا السعي..

وهى الملفات التي أشار إليها بيان البيت الأبيض، وقال إن المفاوضات بين الرئيسين سوف تتناولها، ويأتي في مقدمتها العلاقات الثنائية والتعاون في المجال العسكري، وأيضًا في مجال مكافحة الاٍرهاب، فضلا عن الدور المصري في تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

غير أن مصر التي سارعت بإعلان رفضها لقرار ترامب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية والعربية المحتلة، لا يمكن لها أن تقبل مقايضتها على مواقفها المبدئية تجاه القضية الفلسطينية بمواقف أمريكية إيجابية في مجال العلاقات الثنائية، مع الحرص على تفادي أي صراع أمريكي- مصري.. ولعلنا نتذكر أنه بعد أن جمدت إدارة ترامب المساعدات العسكرية الأمريكية لنا، تفادت مصر اتخاذ مواقف يمكن وصفها بالعنترية، واكتفت بإبلاغ واشنطن أنها اتخذت قرارا خاطئا، وأنها سوف تسعى للحصول على السلاح من مصادر أخرى، رغم أن مصر كانت تعلم أن واشنطن تحرض الإخوان على التصلب، والتمسك بعدم فُض اعتصام رابعة والنهضة.

وهذا يعنى أن إدارةً ملف العلاقات المصرية- الأمريكية في ظل وجود ترامب في البيت الأبيض تحتاج لأقصى قدر من الحنكة، مع التمسك بالمواقف المصرية المبدئية بالنسبة للقضايا العربية، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية.. ولعل ذلك هو الذي جعل إدارة السيسي تنتهج سياسات الانفتاح على الجميع، وكل القوى الفاعلة والمؤثرة في العالم..لأن مصر ترى أن الحفاظ على علاقات قوية مع أمريكا لا يمنعها من إقامة علاقات إستراتيجية مع الصين وروسيا وأوروبا، والتعاون معها في شتى المجالات الاقتصادية والعسكرية.
الجريدة الرسمية