فاتن حمامة: عبد الحليم تلقائي وبسيط
في حوار صحفى أجراه الكاتب الصحفى أحمد صالح ونشرته مجلة "أخبار النجوم في مارس" عام 1998 مع الفنانة فاتن حمامة حول رأيها في المطرب الراحل عبد الحليم حافظ بمناسبة ذكرى رحيله في 30 مارس 1977 قالت فيه:
أول مرة قابلت عبد الحليم كان يغنى على مسرح حديقة الأندلس، أخذ سمعى واهتمامى،لم أكن أعرفه على الإطلاق..لكنه كان يغنى بإحساس كلمات حلوة عرفت أنها قصيدة "لقاء" التي كتبها الشاعر صلاح عبد الصبور وأغنية صافينى مرة كلمات سمير محبوب.
سألت من هذا المطرب الشاب الصغير السن وقد وضع يديه خلف ظهره، يغنى بمنتهى السهولة دون رعشة الصوت، كان الغناء جميلا وأسلوب الأداء أجمل، قلت يومها إحنا قدام فنان حقيقى، أن عبد الحليم أصبح بعد ذلك ظاهرة جديدة في الغناء حيث ظهر مع مجموعة عمل جديدة مثل الموجى والطويل والشاعر مرسي جميل عزيز وانضم إليهم بليغ حمدى. أعجبتنى كلمات غنائه المنتقاة الحلوة.
يوم وفاته وجدت نفسى أجرى إلى بيت عبد الوهاب ووجدت عبد الوهاب قد وضع في الكاسيت شريط لعبد الحليم وهو يردد يا خسارة الطرب.
بكيت عبد الحليم لدرجة أنى مكثت فترة طويلة لا أريد أن أسمعه، ثم أصبحت أحب الاستماع إليه كثيرا.
مثلت أمامه فيلمين "أيامنا الحلوة" و"موعد غرام"، في الفيلم الأول عبد الحليم كان بالنسبة لى وجها جديدا ويومها سألت المخرج حلمى حليم عنه قال إن دوره حلو وهو ممثل حلو وهايعجب الناس وفعلا، كانت لديه تلقائية واحساس عال في كل شئ، أيضا أحببت أغانى الفيلم جدا هما "ياقلبى خبى، ليه تشغل بالك" وهما من ألحان الموجى، واثنين آخرين من ألحان الطويل هما "هي دى هي، والحلو حياتى وروحى" وأحسن مشهد في هذا الفيلم حين أحضر الفلوس لعلاجى وعندما سألوه جبتها منين قال: اتجوزت بخاطرها علقة تفوت ولا حد يموت.
لكن حليم مع هنرى بركات في "موعد غرام" كان أكثر خبرة وأكثر صدقا وكان متميز أيضا بالتلقائية والبساطة وأحب فيه أغنية "حلو وكداب" جدا ألحان محمود الشريف وكانت موظفة تماما في الفيلم.
رغم كل ذلك عبد الحليم نجح كممثل ولكن بدرجة نجاحه كمطرب وأنا أحب كل أغانيه صوته وأدائه وألحان عبد الوهاب أولا ثم الموجى وخاصة أغنيته الأخيرة قارئة الفنجان لنزار قبانى إلى جانب ألحان بليغ حمدى الشرقية الأصيلة.
وبوفاة عبد الحليم انتهى الأسلوب السهل في الغناء والأداء.