رئيس التحرير
عصام كامل

مسئول يجيد الكلام!


بين المسئولين هناك مسئول يجيد الكلام وآخر لا يجيده.. وإذا كان المسئول الذي لا يجيد الكلام يمثل مشكلة لأنه يفقد التواصل السليم والضرورى مع الرأى العام وعموم الناس، فإن المسئول الذي يجيد الكلام يمكن أن يمثل مشكلة أيضا إذا كان لا يجيد غيره، أي لا يجيد العمل مع الكلام.. فإن الكلام وحده لا يكفى المسئول، بل إنه يحتاج للعمل الجاد والمتواصل والمستمر حتى يقتنع به الرأى العام ويرضى عنه.


ولو نظرنا حولنا سوف نجد أننا حظينا بالنموذجين معا.. فنحن لدينا المسئول الذي لا يجيد الكلام، وبالتالى يصدم الناس بتصريحاته وكلامه، ويحتاج دوما أن يقدم هو، أو المتحدث باسمه، تفسيرات ومذكرات إيضاحية لكلامه وتصريحاته التي لا تفهم بسهولة من قبل الناس..

وفى ذات الوقت نحن لدينا أيضا ذلك المسئول الذي لا يجيد غير الكلام.. أو يجيد تذويق كلامه وتغليفه في ورق سولفان شيك.. وهذا المسئول قد ينخدع فيه الناس بعض الوقت أو في البداية، ولكن بمرور الوقت ولعدم حدوث عمل، أو حدوث ما يتعارض مع ما يقوله ويردده في تصريحاته سوف ينكشف أمره أمام الناس والرأى العام.

ونحن لا نحتاج لهذا المسئول الذي لا يجيد الكلام أو الذي لا يجيد غيره، وإنما نحتاج لمسئول مختلف تماما وهو المسئول الذي يجيد الكلام مع العمل.. فهذا النوع من المسئولين هو وحده الذي سيجيد التعامل مع الرأى العام، وسيحظى بقبول الناس ورضاهم، لأنه سوف يحقق إنجازات، وسوف يقدم تلك الإنجازات بشكل مقنع ومُرضٍ للناس.
الجريدة الرسمية