سمير غطاس لـ«فيتو» ضم الجولان يشجع إسرائيل على ابتلاع الضفة الغربية.. وتصرف «ترامب» اعتراف غير قانوني وجزء من مخطط تقسيم سوريا.. واستغلال أزمة صواريخ غزة بداية المؤامرة
رفض الدكتور سمير غطاس عضو مجلس النواب، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، مشيرا إلى أنه اعتراف غير قانوني ويأتي كخطوة ضمن خطوات أخرى قادمة لتقسيم سوريا.
الضفة الغربية
تثير الخطوة الترامبية، العديد من العواقب الضارة، هكذا يؤكد «غطاس»، ويرى أن تصرف ترامب لن يقف عند حدود هذه المساحة، بل سينعكس على الأراضي الفلسطينية، لأنهم بنفس الطريقة، سيشرعنون ضم أراضي «ج» بالضفة الغربية.
وأضاف: «ستدعي إسرائيل وجود علاقات تاريخية لها بالأرض، خاصة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يحيط به أشخاص في حزب الليكود، وبين شركائه في الائتلاف، يفضلون ضم أجزاء من الضفة الغربية من المناطق الواقعة على الجانب الغربي من الجدار الفاصل الذي بني منذ عام 2002، إلى جانب الكتل الاستيطانية الكبرى والأردن ووادي النهر، وما يدعمه الآن، تقرير حقوق الإنسان الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، الذي يعتبر الجولان «مسيطر عليه من قبل إسرائيل» بدلًا من التسمية الأمريكية التقليدية «محتلة من قبل إسرائيل».
تقف أمريكا بمفردها حتى الآن في هذا الاعتراف المريب، تتبنى حجة كثيرا ما طرحها المسئولون الإسرائيليون للاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على الجولان، مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإسرائيل ضمت مرتفعات الجولان فعليًا عام 1981، وفي الوقت الذي يعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة موقف الأمين العام أنطونيو جوتيريس، بعدم تغير وضع الجولان، وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 ويعتبر إدارة إسرائيل للأراضي «لاغية وباطلة»، ما الذي يحدث إذن؟
استثمار أزمة غزة
يتابع سمير غطاس بقوله «استثمر ترامب سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على منطقة سكنية شمالي تل أبيب، واعتبره مدخلا لائقا أمام الرأي العام الأمريكي، لإعادة الحديث عن احتلال إسرائيل لهذه الأرض منذ عقود، تمرد على الصياغة الدائمة لمواقف الولايات المتحدة المؤيدة لقرارات مجلس الأمن التابع، الذي حدد الأراضي المحتلة في هضبة الجولان، ورفض بشدة ضم إسرائيل لها، لينتكس الرئيس الشعبوي الموالي لإسرائيل عن التزامات بلاده، ويتراجع عن هذا الإرث المستمر منذ عقود، في محاولة لجعل الاعتراف الرمزي من قبل الولايات المتحدة «نقطة تحول قانونية».
يكشف ترامب تحركاته، حتى يصبح الداعم الأكبر لليمين المتطرف، ورئيس الوزراء نتنياهو في إسرائيل، ويحاول عمل توازن لصالح نتنياهو في الفترة التي تسبق الانتخابات الإسرائيلية في 9 أبريل المقبل، وتشهد حتى الآن التحدي الأكبر لقيادة رئيس الوزراء حتى الآن، ودعم ترامب يمكن أن يغير اللعبة، رغم الفضائح واتهامات الفساد التي تهاجمه حاليًا، وحتى تطمئن إسرائيل على نفسها من جهة الجولان، التي لم تسبب لها أدنى ضرر على الإطلاق، كما يقول غطاس ويكمل: «مستقبل المنطقة مظلم، ستتشكل جماعات مقاومة، وطنية وليست دينية، وهذا سيؤثر على إحداث توتر كبير بالضفة الغربية، فالسيطرة الفعلية لإسرائيل على الإقليم ليست محل نقاش، وإقرار ضمها لن يجعل مرتفعات الجولان أكثر أمنًا، كما هو الحال مع الاعتراف بالقدس، فهي لا تغير أي شيء في الواقع، ولن يضعف لا الأسد ولا داعش، وكذلك إيران، وحزب الله».
سوريا
الفوضى في سوريا، قد تعوق مطالبة إسرائيل، بتقديم تنازل إقليمي على مرتفعات الجولان الآن، ولكن قيامها بضمها، هو حل للبحث عن مشكلة، وسيأتي بتكلفة باهظة ولن يحقق شيئًا.. يقول غطاس: «ليس في العالم العربي وحده، تأكيد استيلائها على هذه الأرض، سيجعل من أي إقليم في العالم عرضة للغزو والضم، ولن يكون هناك أي أساس قانوني لمطالبة روسيا بإعادة شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا».
«كما سيؤدي إلى تفاقم الغضب ضد الولايات المتحدة، ويقوض الفرص المتناقصة بالأساس، لترتيب صفقة سلام فلسطينية مع إسرائيل، كما يضر موقف ترامب بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي، وخروجه عن المعايير الأمريكية والدولية بما يؤدي في النهاية إلى إضعاف الحوافز الإسرائيلية والعربية للبحث عن السلام، في ظل الشراكات الناشئة مع الدول العربية، وخاصة حلفاء أمريكا في الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين يعتمد عليهم حاليا في مواجهة طموحات إيران وتركيا».
ما يقوله غطاس، يبرهنه مصادقة الليكود على ضم إسرائيل للعديد من المستوطنات، وأيده الكنيست، وبالتالي أيًا كان الفائز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، فمن المرجح أن تزداد سرعة التحرك نحو ضم المزيد من أراضي الضفة الغربية، التي تضعها إسرائيل ضمن مخططاتها، منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بعدما ضمت فعليًا القدس الشرقية، ثم مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967.
النائب المعارض في البرلمان، يرى أن الإسرائيليين يسيطرون على الجولان لأكثر من 50 عامًا، ولم يكن هناك أدنى ضغط على إسرائيل، في دولة علوية علمانية بحسب وصفه، في الوقت الذي تتمتع فيه العرب وإسرائيل بأدفأ علاقاتهما مع العرب والخليج منذ سنوات طويلة، بما قد يضر بالأمن الإسرائيلي من خلال تعزيز رغبات الإيرانيين في البقاء بسوريا لمواجهة إسرائيل، والقضاء على أي فرصة للسلام مع حكومة سورية مستقبلية.