رئيس التحرير
عصام كامل

أنور قرقاش يوضح آليات تعامل بلاده مع أزمات المنطقة والعالم

أنور قرقاش
أنور قرقاش

في ظل الأزمات التي تعاني منها دول الشرق الأوسط، والصراع القائم بين أمريكا وغيرها من الدول، أوضح أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي كيفية تعامل أبو ظبي مع كل ذلك.


وتحدث حول تراجع الدور الأمريكي وعلاقة الدول العربية بإسرائيل والمخاوف من سيطرة الأحزاب الشعبوية على أوروبا والمخاوف بشأن الصراع القائم بين الولايات المتحدة والصين.

أمريكا
وقال قرقاش في حوار مع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، إن دور أمريكا بدأ يتراجع على الساحة العالمية، موضحا أن ذلك يثير قلق الإمارات، وأضاف أن الإماراتيين يريدون أن يروا المزيد من الوحدة عبر الحدود، لكنهم ينظرون بقلق إلى الانقسامات في أوروبا، متخوفا من إمكانية حدوث المزيد من المواجهات بين الولايات المتحدة والصين، قائلا:" شاركت الكثير من الآراء التي سمعتها فيما يتعلق بالصين. أنا قلق للغاية بشأن هذه المواجهة الجديدة للقوة العظمى التي يمكن أن تلوح في الأفق وينظر إليها كإستراتيجية. لأنه كلما زاد التعاون بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين، كان ذلك أفضل لنا أيضا".

الأحزاب الشعبوية
وعبر قرقاش عن قلقه بشأن سيطرة الأحزاب الشعبوية على أثر أزمة البريسكت ببريطانيا وسيطرة حركة الخمس نجوم على إيطاليا.

ووصف المشهد العالمي بأنه مقلق وغير واضح، مبينا أن زيادة الصراع بين الدول يعتبر تحدي كبير للإمارات للاحتفاظ بعلاقة ودية مع الجميع، قائلا:" "كنت في رحلة أخيرة إلى واشنطن، ثم كنت في رحلة أخرى إلى أوروبا، من الواضح أن هناك حوارا داخليا ضخما حول مكانة أمريكا في العالم، وكذلك حول مكانتها في الشرق الأوسط. هذا أمر مقلق للغاية بالنسبة لدولة كانت ترى دائما دور أمريكا في المنطقة إيجابيا. هناك تفاؤل كبير بشأن المشروع الأوروبي".

الإسلام السياسي
ودعا قرقاش لضرورة تجنب حكومات الشرق الأوسط اندماج الإسلام مع السياسة، قائلا:" إذا نظرت إلى الإسلاميين السياسيين، فقد سيطروا على مصر، إذا نظرت إلى أدبهم فلديهم مئات الكتب عن الفصل بين الرجال والنساء. ولديهم القليل جدا في إدارة الاقتصاد الحديث. "، مضيفا أن نظام الحكومات الإسلامية أثبت فشله الذريع.

إسرائيل
وتحدث قرقاش عن أمله بالعثور على حل للصراع العربي الإسرائيلي، موضحا أن استقرار المنطقة سيساعد على حل المشكلات التي تعاني منها مثل الأزمة اليمنية والسورية والصراع بين إسرائيل وفلسطين.

وبين أن قرار الدول العربية بالتواصل مع إسرائيل كان صحيح من أجل إيجاد حل للأزمة، بقوله:" منذ سنوات عديدة، عندما كان هناك قرار عربي بعدم التواصل مع إسرائيل، كان هذا قرارا خاطئا للغاية. لأنه من الضروري أن نفصل بين المشكلة السياسية وإبقاء خطوط الاتصال مفتوحة".

وتوقع قرقاش زيادة التواصل مع تل أبيب خلال السنوات المقبلة عبر عقد الصفقات الثنائية الصغيرة وزيارات السياسيين واللاعبين الرياضيين متنبأ بحدوث "تحول إستراتيجي" أعمق في العلاقات، مضيفا: " التحول الإستراتيجي، يحتاج في الواقع منا التقدم على جبهة السلام إذا واصلنا اتباع نفس السياسة الحالية. أعتقد أن المحادثات مع إسرائيل خلال 15الـ عاما المقبلة. سيتمحور حول حقوق متساوية في دولة واحدة".

وتابع: " أعرف أن هذا الحديث موجود الآن ولكنه على الهوامش، لكن هذا الطرح سيتغير لأن حل الدولتين لن يعود قابلا للتنفيذ، لأن دولة جديدة هامشية لن تكون حلا عمليا. وجهة نظر الإمارات، تؤمن بالحاجة للحل، كونها قضية مؤهلة للقفز في أي وقت من الهدوء لتصبح في صدارة الأخبار المفاجئة".

وذكر أن" المسار الحالي من المحادثات والتي ستستمر من 10 إلى 15 سنة، سيكون حول ما هي طبيعة الدولة الإسرائيلية وما هي حقوق الفلسطينيين داخل تلك إسرائيل وهل يجب أن يكونوا مواطنين متساوين، وهل من المستدام ألا يكونوا مواطنين متساوين؟ "
الجريدة الرسمية