ليست بهذا السوء
من يتابع حملات الكشف عن المخدرات، ووقائع الفساد والإهمال في بعض المصالح الحكومية، ويقرأ صفحات الحوادث وأخبار الناس وشكاواهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى شاشات التلفاز، ومن يشاهد المسلسلات التليفزيونية أو الأعمال السينمائية خصوصا الدرامية، قد يعتريه الاكتئاب والحيرة وبعض الأمراض النفسية، ويصاب بغصة في الحلق، والكثير من الأحزان والهموم التي لا يستطيع كل الناس الابتعاد عنها.
فهذا مسلسل يعرض صورة عن الزوجة التي تخون زوجها بسبب قلة ذات اليد، وهذه صحيفة تنشر تفاصيل ما جرى لأحد المشاهير وما يتمتع به من أجر لا يستطيع البعض تحقيقه على مدار سنوات أعمارهم، وهذا برنامج يتحدث عن أحد ضحايا الإهمال واللامبالاة في أحد المستشفيات، والكثير من الحكايات والروايات السينمائية التي تقترب من الواقع، لكنها تزعج الكثيرين.
بل ويقلد بعض مشاهدها أصحاب العقول الضعيفة والمشاعر المرهفة فترهقههم وتزيد أوجاعهم وآلامهم، ومع ذلك يبقى الواقع شيئا مختلفا ومغايرا لما تعرضه الصحف وشاشات المواقع والفضائيات، وما تنقله عدسات المصورين وأقلام أعمدة الكتاب وكبار الصحفيين، فهناك على أرض الواقع تجسيد حقيقي لمعاني الإخوة والتضامن ومشاعر الحب الفياضة بين الأشقاء، وصور كثيرة لنبل الأخلاق والقيم العليا التي لا يتناولها الإعلام، بل وهناك صور عديدة بين بعض الجيران مختلفي الديانة.
وأعرف كثيرين من المسلمين والمسيحيين يتبادلون الهدايا الدينية في المناسبات المختلفة، حيث يجاور المسلمون الأقباط في توحد وإخاء لا تجده على بعض قنوات الفتنة بين الإخوة الأشقاء وليس بين الجيران، وفي الواقع ستجد عالما مختلفا عن مصر بعيدا كل البعد عن الصور المطروحة في الفضائيات وقنوات الهدم.