أرض عربية جديدة.. تعرف على هدية ترامب الثالثة لـ«بني صهيون»
عقب اعتراف الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أمس الإثنين، بسيادة الاحتلال الإسرائيلى على الجولان السوري، ومن قبله القدس نهاية نهاية عام 2017، بدأت المخاوف من انتزاع قطعة عربية ثالثة لصالح المشروع الصهيوني خاصة المنطقة "ج" في الضفة الغربية لإنهاء ما تبقى من حلم الدولة الفلسطينية.
اختطاف الضفة
ولا يستبعد المراقبون للقضية، إقدام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ومعه رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، على ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل على غرار السيناريو السابق عقب انتهاء انتخابات تل أبيب.
وفى هذا السياق، قال الدبلوماسي الفلسطيني، نبيل عمر، لا يمكن استبعاد أي مغامرة سياسية من ترامب ونتنياهو، بما في ذلك ضم الضفة الغربية.. فكل شيء أصبح متوقعا من هذه الإدارة.
المنطقة ج
واعتبر عمرو الذي شغل سابقا سفير فلسطين لدى مصر، أن المنطقة "ج"، هي المعنية بالدرجة الأولى في حالة إقدام إسرائيل على هذه الخطوة المخالفة لقرارات مجلس الأمن واتفاقات أوسلو.
وأوضح الدبلوماسي الفلسطيني في تصريحات نقلتها شبكة "سكاي نيوز عربية"، أنه لا يمكن لإدارة أمريكية في المستقبل أن تراجع أو تلغي ما اتخذته إدارة سابقة من قرارات تصب في صالح إسرائيل.
تحذير حزب الله
في ذات السياق، قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن صمت العالم تجاه إعلان ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، شجعه على اتخاذ خطوة الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، ورأى أن الخطوة القادمة ستكون ضم الضفة الغربية للاحتلال.
وقال نصر الله في كلمة له: "عندما سمح العالم لترامب أن يعلن القدس عاصمة لإسرائيل فتح الباب أمام التجاوز الأمريكي"، في إشارة إلى قراره المتعلق بالجولان.
وأضاف الأمين العام لحزب الله قائلا: "علينا أن نتوقع بعد مدة أن يخرج ترامب ويقول: نعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية"، على حد تعبيره.
وكان أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قد حذر في تصريحات إعلامية من قرار أمريكي للاعتراف بسيادة إسرائيلية على الضفة الغربية، بعد قرار ترامب الاعتراف بسيادتها على الجولان المحتل.
اتفاقية أوسلو
وتقسم الضفة الغربية وفق اتفاقات أوسلو عامي 1993 و1995، إلى ثلاث مناطق وهي: المنطقة "أ" فتضم كافة المراكز السكانية الرئيسية وتخضع لسيطرة فلسطينية أمنيا وإداريا كاملة وتبلغ مساحتها نحو 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية، فيما تشمل المنطقة "ب" القرى والبلدات الملاصقة للمدن وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وسيطرة أمنية إسرائيلية وتبلغ 21 في المائة من مساحة الضفة.
أما المنطقة "ج" التي تشكل أكثر من 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية، تخضع إلى سيطرة مدنية وأمنية كاملة للاحتلال الإسرائيلي، ما عدا على المدنيين الفلسطينيين.
وبحسب الأمم المتحدة، فقد تم تخصيص غالبية المنطقة "ج" لصالح المستوطنات الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي، على حساب التجمّعات الفلسطينية.
وتظهر السياسات الإسرائيلية في هذه المنطقة سعيا حثيثا لتغيير المكون السكاني بها، عبر أوامر هدم المنازل الفلسطينية، مما يخلق حالة من الشك والتهديد المزمن ويدفع الناس إلى الرحيل.
المستوطنون اليهود
وبحسب إحصاء لمجلس المستوطنات الإسرائيلي، فقد ارتفع عدد المستوطنين اليهود الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة بنسبة 3 في المائة خلال عام، ليصل إلى 448672 شخصا في عام 2018، دون أن يشمل نحو 200 ألف مستوطن يهودي يعيشون في القدس الشرقية المحتلة.
وارتفعت وتيرة بناء المستوطنات بشدة منذ تولى الرئيس دونالد ترامب منصبه عام 2017، وهو معروف بدعمه لقوى الاحتلال الإسرائيلي.
وكان قد قال بيني جانتس، رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي السابق ومنافس نتنياهو في الانتخابات المقبلة، بأن الجولان السوري هدية جميلة من ترامب، مؤكدا على أنه سيكون هناك المزيد من الهدايا".