رئيس التحرير
عصام كامل

الوزير والسيستم!


أنا مع السيد وزير التعليم بأننا في حاجة لتجربة النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة لنكتشف الأخطاء فيه، ونعمل على تصحيحها، خاصة وأن التطوير المنشود لا يكمن في استخدام التابلت، وإنما في جوهر ومضمون نظام الامتحانات الذي يستهدف القضاء على الغش وتسريب الامتحانات، وأيضًا الدروس الخصوصية.


وأنا أصدق ما قاله الوزير حول سبب سقوط السيستم، وعدم تمكن تلاميذ سنة أولى ثانوي من الحصول على أول امتحان تجريبي لهم بالنظام الإلكتروني الجديد، وهو الهجوم الذي تعرض له السيستم من الداخل والخارج، ولم يقو عليه فانهار، وأنا أيضا أتفهم محاولات السيد الوزير الدكتور "طارق شوقى" لطمأنة الطلاب وأولياء امورهم، فهذا واجبه وحق لهم.

ولكن..

في المقابل أرجو من السيد الوزير أن يتفهم بعض ما قلناه له مبكرا من ملاحظات حول تطوير التعليم مادام حريصا على نجاح هذا التطوير، وأهم هذه الملاحظات أنه بدأ عملية التطوير دون استعداد كاف، وبدون استكمال التجهيزات الضرورية، سواء بالنسبة لنظام امتحانات الثانوية العامة الجديد، أو المناهج الدراسية الجديدة لرياض الأطفال والسنة الأولى الابتدائية..

فإن أجهزة التابلت تم توزيعها متأخرا بعد منتصف العام الدراسى، وعملية تدريب المدرسين لم تستكمل، والكتاب المطور للغة الإنجليزية تم توزيعه أيضا متأخرا، وهناك عدد من المدارس ليس بالقليل لم تستوعب إداراتها الأسلوب الجديد للتعليم، فمضت تدرس المناهج الجديدة بذات الأسلوب القديم المطلوب تطويره.

وكل ذلك كان يمكن تفاديه إذا كان السيد الوزير استكمل أولا الاستعداد والتجهيز لتنفيذ مشروعه.. نعم، نحن نسابق الزمن ليتم التطوير وتحقيق التنمية، ولكن الإقبال على تنفيذ المشروع قبل الاستعداد الجيد له، فإننا بذلك نحكم على مشروعنا بالإخفاق.

ولو كان الوزير لم يتعامل مع كل من قدموا له ملاحظات على أنهم أعداء لكان تفادى الكثير من كل هذه المشكلات.. وإذا كنّا نتحدث عن تطوير للتعليم، يحتاج لأثنى عشر عاما فلا بأس إذا صارت ثلاثة عشر عاما مع ضمان النجاح. 
الجريدة الرسمية