رئيس التحرير
عصام كامل

أعداء الإنسانية!


اتخذ الرئيس السيسي قرارًا بعقد منتديات الشباب بصورة دورية على أرض مصر، لما تقدمه تلك المنتديات من صورة واقعية لما يجري في العالم كله، برؤية شبابية تتسم بالحيوية والقوة دائمًا، والعفوية أحيانًا، والموضوعية في أحايين كثيرة، إزاء قضايا وشواغل إنسانية عديدة، وعلى رأسها أزمة اللاجئين التي تفاقمت في السنوات الأخيرة، بفضل الصراعات الطاحنة والحروب الغاشمة خصوصًا في سوريا واليمن، فضلًا عن الهجرة غير الشرعية التي هي نتاج غياب العدالة وانعدام تكافؤ الفرص بين الشمال والجنوب والفقر والبطالة.


كثيرة هي رسائل منتديات الشباب ومتنوعة.. ولعل أهمها رسالة السلام والمحبة التي بعث بها المؤتمرون على تنوع ثقافاتهم ولغاتهم وأعراقهم وأجناسهم للعالم أجمع.. فهؤلاء هم قادة المستقبل جاءوا من بلادهم ليشاركوا بوعي وإيمان وأمل في الفعاليات متنوعة الموضوعات والقضايا..

ولقد تباروا في مناقشاتهم ومحاوراتهم الفكرية ووصلوا لقناعة مفادها أنه لا مناص من القضاء على الإرهاب والعنف والفكر الضال المتطرف والطائفية البغيضة التي أفرزت مثل هذا الحادث الهمجي الذي وقع في ساحة المسجد النيوزيلندي، مطالبين بردع أعداء الإنسانية المتآمرين والمتورطين في تمويل الإرهاب وعملياته القذرة.. وللأسف العالم كله ومنظماته الدولية يقف صامتًا إزاء هؤلاء الأشرار.

يبهرك الشباب عندما تسمع أطروحاتهم الخلاقة، وكلماتهم المؤثرة وحكاياتهم المؤلمة، التي تعكس ما آلت إليه البشرية من قسوة وفظاظة وانتكاسة روحية وظلم ودمار واستهانة بروح الإنسان والحضارة، وإزهاق لقيم لتسامح والحوار وقبول الآخر في ظل التدافع المحموم نحو تحقيق المصالح الضيقة للدول الكبرى الغنية، التي تورط بعضها للأسف في صناعة الإرهاب والدواعش..

وغض الطرف عن جرائم جماعة الإخوان الإرهابية، والجماعات الراديكالية تارة بتوفير السلاح والمال، وتارة أخرى بتوفير الدعم اللوجيستي، والمعلومات الاستخباراتية، والغطاء السياسي، حتى عاثت جماعات العنف فسادًا وتدميرًا في أراضي الدول المغلوبة على أمرها.
الجريدة الرسمية