رئيس التحرير
عصام كامل

ترى لو فعلت.. كيف كان حالنا اليوم!


لقد قطعت مصر شوطًا لا بأس به على طريق الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وارتادت عصر المعرفة، وتملك إمكانات وقوى بشرية واعدة تضعها على قدم المساواة مع الدول المنتجة للعلم والتكنولوجيا، التي لم تصل لما هي فيه من فراغ، بل عكف علماؤها على أبحاثهم ليل نهار ووفرت لهم دولهم المناخ المحفز على الإبداع والابتكار..


حتى إن أمريكا مثلًا تخصص أكثر من 3% من دخلها القومي للإنفاق على البحث العلمي سنويًّا، ولا عجب والحال هكذا أن يتصدر ملف التعليم والبحث العلمي أولويات الدول؛ ذلك أنه من الأهمية القصوى التي لا تحتمل أي تسويف أو مماطلة؛ ومن ثم فالكل بات مدعوًا اليوم لدعم هذا الملف في ظل ما تنعم به مصر من إرادة سياسية مصممة على النجاح.

التعليم الجيد شرط لأي تقدم أو تنمية وهو أيضًا شرط لإحداث أي تطور في مسار الديمقراطية وعلاج التخلف والجهل والمرض..
 
ولا يجادل أحد أن منظومة تعليمنا كلها في حاجة لجراحة عاجلة وعناية طويلة الأجل، حتى تثمر بحثًا علميا مبدعًا ومنتجًا ذا قيمة مضافة حقيقية، يمكنها أن تصبح رافعة اقتصادية تنتشل مصر من الضعف الاقتصادي إلى الرفاهية والازدهار، وتوفر قاعدة تصنيعية قادرة على المنافسة وتوليد الثروة وفرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات التكنولوجية الدقيقة.

نحن في حاجة ماسة لمنظومة تعليمية تعيد لمجتمعنا قيمه الجميلة وأخلاقياته الرفيعة؛ فالاستثمار في البشر مقدم على الاستثمار في الحجر وهو ضربة البداية إلى المستقبل المنشود.. ولو أن الدول العربية والأفريقية استثمرت مواردها البشرية والطبيعية وأزالت الحواجز المفتعلة فيما بينها..

ترى كيف سيصبح حالها.. وهل ستبقى عالة على غيرها في غذائها ودوائها.. رأيي أن هذه هي الرسالة التي أراد منتدى الشباب العربي والأفريقي توصيلها للجميع.. فهل وصلت الرسالة لأصحابها؟!
الجريدة الرسمية