رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بلطجة أمريكية !


حسنا أن سارعت الخارجية المصرية بإعلان رفضها لما قاله الرئيس الأمريكي "ترامب" حول اعتزام إدارته الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية المحتلة منذ يونيو ٦٧.. فقد كان ضروريا أن يسمع "ترامب" صوت مصر الرافض لمثل ذلك، لأنه يعد تعديا صارخا على الشرعية الدولية، وقبولا بضم أراضي الغير بالقوة العسكرية وشرعنة الاحتلال العسكري..


ونتمنى أن يسمع "ترامب" صوت بقية الدول العربية الرافض لمثل هذه البلطجة الدولية التي ينتهجها ترامب، خاصة أصوات السعودية والإمارات والكويت وتونس والجزائر والمغرب والأردن.

إلا أن ذلك لا يكفى لردع الرئيس الأمريكى، وجعله يتراجع عن مثل هذه الخطوة الشاذة، والغريبة بمقاييس الشرعية الدولية والمخالفة للعديد من قرارات الأمم المتحدة.. ولنا فيما حدث بالنسبة للقدس عبرة وعظة، فرغم إعلان العديد من الدول العربية رفضها لاعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، فإن ذلك لم يمنع ترامب من الإقدام على هذه الخطوة، لأن رد الفعل العربى كان مجرد كلام فقط، وهذا ما أعلنه الرئيس الأمريكى ذاته.. حينما قال: "إن الدنيا لم يحدث فيها شيء بعد قراره هذا".

ليس المطلوب من الدول العربية أن تخوض صداما لا تقدر على تكاليفه مع أمريكا، في ظل وجود إدارة تتسم بالتهور فيها.. وإنما في مقدور الدول العربية أن تسارع بإعادة سوريا إلى مكانها في الجامعة العربية، وأن ترفض بحزم مشروع صفقة القرن، أو مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وأن تحشد موقفا دوليا رافضا لضم الجولان السورية لإسرائيل.
Advertisements
الجريدة الرسمية