رئيس التحرير
عصام كامل

بدنا نعيش!


هذا هو عنوان وشعار الانتفاضة الشعبية التي شهدها قطاع غزة مؤخرا احتجاجا على صعوبة الأحوال المعيشية وتردى الأوضاع الاقتصادية، ورفضا لما تفرضه حركة حماس المسيطرة على القطاع من رسوم وضرائب.. ورغم أن حركة حماس اتهمت مخابرات السلطة الفلسطينية في رام الله بأنها هي التي حرضت ومولت هذه الانتفاضة، إلا أنها بالبيان الذي أصدرته اعترفت ضمنا بأن هناك ظروفا موضوعية كانت وراء اندلاع هذه الانتفاضة في القطاع..


كما أن اضطرار حركة حماس للتراجع عن بعض الإجراءات العنيفة التي واجهت بها حراك "بدنا نعيش"، والمتمثلة في الإفراج عن أعداد من الشباب الذين اعتقلتهم وتقديم تعهدات بإصلاح الأوضاع الاقتصادية، كل ذلك يمثل اعترافا من حماس بأن حراك "بدنا نعيش" هو حراك شعبى حقيقى، وليس مؤامرة دبرتها السلطة الفلسطينية لإحراج الحركة والضغط عليها لإنهاء الانقسام، وتسليم كل السلطة للحكومة الفلسطينية، كما نصت على ذلك اتفاقات المصالحة التي ترعاها مصر.

لقد اهتزت سلطة حماس في قطاع غزة بحراك "بدنا نعيش"، ولعل هذا يفسر عنف رد فعلها على هذا الحراك، والذي وصل إلى مطاردة المشاركين فيه والاعتداء عليهم بقسوة، ومنع تصوير الضحايا والمصابين وخطفهم من المستشفيات، بل وعقاب ممرضين شكوا في أنهم سربوا صور بعض الضحايا، مع اعتقال أعداد من الشباب، وفض المظاهرات بالقوة مستخدمين مع الهراوات الأسلحة النارية أيضا.

غير أن تراجع حماس بعد تدخل كل من الجبهة الشعبية والديمقراطية، لا يعنى أنها قررت أن تمتثل لشروط المصالحة الفلسطينية، فهى ما زالت تناور من أجل استمرار سيطرتها على قطاع غزة أو دويلتها.. والأغلب أن هذا هو قرار التنظيم الدولى للإخوان الذي تنتمى إليه الحركة.. ولهم الله أهل غزة. 
الجريدة الرسمية