سرقة حساب «الإفتاء» على «إنستجرام» يجدد الحرب الإلكترونية بين الدار وكتائب الجماعات الإرهابية.. مستشار المفتي يوضح كواليس صراع «الأون لاين».. وفضح أفكار الجماعات المتطرفة
في إطار محاولتها المستمرة لتجديد الخطاب الدينى ومن أجل رصد أهم المشكلات التي تشغل عقول الشباب، عملت دار الإفتاء على احتلال مكانة الصدارة بين المؤسسات الدينية في مجال «السوشيال ميديا» من خلال تواجدها بقوة بصفحات متميزة على كافة منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وقدمت من خلال تلك الصفحات غالبية الإجابات التي يسعى المسلمون لمعرفتها في كافة فروع الشريعة، كما عملت على تقديم تحليلات خاصة لأفكار الأيديولوجيات الجماعات المتطرفة، وفضح كافة الأفكار المغلوطة التي يحاول اتباع تلك الجماعات للترويج لها.
كتائب الجماعة
وبدورها فطنت الجماعات الإرهابية لنهج دار الإفتاء، فعملت من خلال «كتائبها الإلكترونية» على مهاجمة الصفحات الرسمية لدار الإفتاء على كافة مواقع التواصل، الأمر الذي وصل إلى سرقة الحساب الرسمي لدار الإفتاء على موقع تبادل الصور والفيديوهات الشهير «إنسجرام» قبل أن تستطيع الدار في أقل من 48 ساعة من استرداد الحساب.
«فيتو» بدورها تقدم خلال السطور التالية كواليس «الحرب المعلنة» بين دار الإفتاء وعناصر الجماعات الإرهابية خلال الفترة الماضية.
سرقة الحساب
خلال الأسبوع الماضي فوجئ مسئولو دار الإفتاء بسرقة الحساب الرسمي لهم على موقع «إنستجرام» لتصدر الدار تنبيه لجميع متابعيها بأنها غير مسئولة عن محتوى ما سينشر على الحساب لحين استرداده، وبعد مرور أقل من 48 ساعة أعلنت الدار عن استرداد الحساب الخاص بها، بعد سلسلة من مجموعة من الإجراءات القانونية التي اتخذتها الدار في هذا الشأن والتي كان أبرزها مخاطبة موقع «فيس بوك» المالك لإنستجرام.
وكشفت مصادر في دار الإفتاء، أن مخترق الحساب «تركى الجنسية» وهو من قام بسرقة الحساب.
أسباب الهجوم
وجاءت سرقة حساب دار الإفتاء تأتى ضمن الهجمة التي تتعرض لها الدار من الجماعات المتطرفة نظرًا لتصديها لخفافيش الظلام، سواء من خلال علمائها برئاسة الدكتور شوقى علام، أو من خلال تسخير كافة إمكانات الدار عبر صفحاتها على مواقع السوشيال ميديا المختلفة، حتى أصبحت الدار تمثل صداعًا في رأس جماعات التكفير نظرًا لفضحها كافة مخططاتهم التكفيرية.
تعليق الدار
بدوره أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء كانت سباقة في اختراق منصات التواصل الاجتماعي، وتعد صفحة دار الإفتاء المصرية العربية على «فيس بوك»، هي النافذة الأكبر والأهم لدار الإفتاء المصرية، والتي أطلقت في عام 2010 حيث تحظى بمتابعة أكثر 7 ملايين متابع وحاصلة على علامة التوثيق.
هذا إلى جانب إطلاق الدار لحسابين آخرين بالإنجليزية والفرنسية، ومعنيان بنشر محتويات الدار باللغتين الإنجليزية والفرنسية وذلك بهدف الوصول لكافة المسلمين الناطقين باللغات الأجنبية، إضافة إلى حسابات الدار على موقع «إنستجرام» ويعتنى هذا الحساب بنشر صور دينية ترفيهية، ووعظ، بالإضافة إلى بعض الصور الأخرى التي تحتوي على فتاوى دينية.
وتشمل القائمة قناة دار الإفتاء المصرية على «يوتيوب»، مشيرا إلى أن الدار لديها على هذا الحساب 15 ألف مشترك، وتحتوى القناة على عدد كبير جدًا من فيديوهات الفتاوى لفضيلة المفتى، وعدد كبير من أمناء الفتوى، فضلا عن تواجد الدار أيضا عبر موقع التدوينات العالمى تويتر بعدد متابعين تخطى 129 ألف متابع، وكذلك التليجرام وجوجل بلاس، وساوند كلاود.
وأوضح نجم، أن لدى الدار حسابات أخرى لمراكز دار الإفتاء البحثية والإعلامية والحسابات الأخرى مثل صفحة المركز الإعلامي، ومرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، مرصد الإسلاموفوبيا، صفحة مفتي جمهورية مصر العربية، صفحة داعش تحت المجهر باللغة العربية، وكذلك داعش تحت المجهر باللغة الإنجليزية.
ما بعد الهجوم
وبعد احتدام الصراع بين الكتائب الإلكترونية للجماعة ودار الإفتاء، عملت الأخيرة على زيادة عدد المنشورات التي تفضح أفكار الجماعة، والأساليب التي تتبعها في استغلال بعض الأحداث التي تحدث في مصر واستغلالها لصالحها، والعمل على تأليب الرأي العام المصري، وحسب تعليقات أغلب المتابعين للدار على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن ذلك الهجوم الذي قادته الكتائب الإلكترونية لجماعة الإخوان كان نتيجة لفضح الدار الأيديولوجيات الفكرية التي تعتمدها الجماعة، بجانب تفنيدها لبعض الأفكار المغلوطة التي يعمل أفرادها على الترويج لها، والتي من شأنها الإضرار بالصالح العام المصري.
وفى هذا الإطار كان من الملاحظ أن غالبية المستخدمين لمواقع التواصل أنهم كانوا منتبهين لتلك الحملة، وأدركوا أن الكتائب الخاصة بالجماعة الإرهابية تقف وراء تلك الحملة.
وحسب مراقبين فإنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة ألا تتوقف الهجمات الإلكترونية من قبل الكتائب التابعة للجماعة الإرهابية، وفى نفس الإطار فإن مرصد دار الإفتاء بدوره لن يقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الهجمات، وسيعمل خلال الفترة المقبلة على ضخ المزيد من البيانات والمنشورات التي تعمل على فضح أفكار جماعة الإخوان، وتحث المواطنين على ضرورة الحذر منهم وعدم الانسياق وراء الأفكار التي يحاولون الترويج لها بين وقت وآخر، خاصة مع حدوث أي أزمة داخل الوطن.