صاحب رسمة «السرخس» في حوار لـ«فيتو»: رسالة تضامن مع ضحايا «المسجدين»
استيقظ العالم يوم الجمعة الماضي على الهجوم الإرهابي في نيوزيلاندا والذي استهدف مسجدين راح ضحيته نحو 50 شهيدا.
حالة من الصدمة أصابت العالم جراء تلك العملية الإرهابية التي أقل ما توصف إنها عملية وحشية ودامية استهدفت أناسًا عُزلا لم يرتبكوا أي ذنب سوى إقامتهم لشعائرهم الدينية داخل المساجد.
وحصلت العملية الإرهابية على تغطية إعلامية كبرى، وانهالت رسائل التضامن مع المسلمين في نيوزيلندا وخارجها، بدءا من رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن، وتأكيدها أن وسائل الإعلام ستبث أذان غدٍ الجمعة مباشرة عبر التلفاز، كما سيقام حفل تأبين يشارك فيه قادة من العالم.
وفي خضم حالة التضامن الكبير التي شهدتها تلك الواقعة، تلقفت السوشيال ميديا رسما كاريكاتيريا للرسام «بات كامبل» الأسترالي نُشر في جريدة Canberra times لنبات السرخس الفضي، والذي أبرز أشكال 50 شخصا يؤدون الصلاة تضامنا مع قتلى مسجدي نيوزيلندا.
«فيتو» حاورت رسام الكاريكاتير للتعرف أكثر على وجهة نظره في الحادث الإرهابي، وتفاصيل رسمته التي لاقت انتشارا كبيرا على السوشيال ميديا.
كيف تلقيت خبر حادثة مقتل المسلمين في مسجد النور؟
لقد كان أمرًا مروعًا حقًا رؤية كل هذه الكراهية والغضب. دعونا نلف أذرعنا حول من يؤذينا، وألا نخلق المزيد من الانقسامات.
أما عن رسمة الكاريكاتير فأنا أفضل دائما عدم الحديث عن أعمالي، وأفضل أن أترك الصورة تعبر عن نفسها. أشعر بسعادة أكبر عندما أرى صورة أنتجتها تتحدث عن نفسها وتوصل الرسالة دون تدخل مني، لتجد صلتها بأشخاص مختلفين. بالتأكيد شعرت بحزن شديد على الضحايا وفكرت كثيرا في ذويهم.
هل كنت تتوقع ذلك الاحتفاء؟
رسمتها ولم أتوقع أن تأخذ تلك التغطية أو المتابعة الكبيرة، إلا أنني وجدتها سرعان ما انتشرت عبر السوشيال ميديا، وجاءتني الكثير من رسائل الشكر والحب. أنا سعيد لأني تمكنت من صنع عمل فني وجد البعض عزاءهم وعواطفهم فيه.
كيف جاءت فكرة التصميم؟
كنت أرسم رسما كاريكاتوريا آخر لصحيفتي عندما بدأت أخبار إطلاق النار تتسرب. انتهيت من الرسوم المتحركة وذهبت إلى المنزل. استيقظت في الصباح الباكر لليوم التالي، وشعرت أنني بحاجة للرد على إطلاق النار. جاءتني الفكرة بسهولة. لقد فكرت في نبات السرخس لأنه مرتبط في ذهني كرمز لنيوزيلندا، ثم فكرت في الأجزاء الفردية من السرخس، وكان من الطبيعي أن يمثل كل واحد ضحية، وعندما انتهيت من الرسم وجدت أن عدد الضحايا وصل إلى 50 بدلا من 49.
كيف رأيت هجوم السيناتور الأسترالي على المسلمين؟
رأيت حديث السيناتور الأسترالي «فرازر انينج» الذي ألقى اللوم على المسلمين المهاجرين في الهجوم الإرهابي الذي وقع، وتمت إدانته بواسطة السياسيين الأستراليين والعديد من المواطنين الأستراليين أنفسهم، وهو بالتأكيد أمر مرفوض وضد الإنسانية.
هل تخشى وقوع ذلك النوع من الحوادث مرة أخرى؟
هذا النوع من الحوادث الإرهابية يقع دائما لكننا مدركون لأهدافها، ولا يمكن أن توقفنا عن الاستمرار في حياتنا والدعوة إلى العيش بسلام مع الجميع.
هل لديك أصدقاء مسلمون؟
بالطبع لديّ العديد من الأصدقاء المسلمين، لكننا لا نلتقي كثيرا لكثرة العمل. أنا متضامن مع ما حدث ليس لوجود أصدقاء مسلمين، لكن انتصارا للإنسانية في حد ذاتها، وكذا أمتلك أصدقاء جيدين من مدينة كريست تشيرش.
أخيرا.. هل لديك رسالة تريد توجيهها للإرهاب في العالم بكافة انواعه؟
معظم الناس تريد السلام والوحدة، والناس التي تقوم بمثل تلك الأعمال الإرهابية هدفهم الأول أن يروا البشرية منقسمة ومتنازعة، وأن تلهث كل مجموعة إلى جانب خاص بها. هذا أمر مروع إذا فكرت كثيرًا في العائلات التي فقدت أحد أبنائها جراء الحادث، وأعتقد أنها ستعيش في كثير من الحزن لسنوات طويلة. احتراما للإنسانية يجب علينا جميعا أن نرفض هؤلاء الذين يستهدفون زعزعة الاستقرار وهدم القيم الإنسانية. أتمنى أن ينعم العالم بمزيد من السلام والطمأنينة.