شكرا عبد المحسن سلامة
سيكتب التاريخ أن الزميل الأستاذ "عبد المحسن سلامة" نقيب الصحفيين تولى قيادة العمل النقابى في لحظة تاريخية فارقة، سواء كان ذلك على مستوى المهنة أو على المستوى السياسي والظرف الزمنى الذي يحيط بتلك الفترة، وما يشهده العالم من تغييرات كبرى في مفاهيم ظلت سائدة لأزمان طويلة، ثم أصابها داء الانقلاب والتغيير المفاجئ مع محيط إقليمي ساخن وغير مستقر مهددا مفهوم الدولة الوطنية وبقاءها.
قاد "سلامة" العمل النقابى، وتعرض لهجمات بحسن نوايا الفئة المهاجمة، فالجمعية العمومية للصحفيين لديها أحلام مشروعة، تبدأ بمعركة البقاء، ولا تنتهي عند حدود المساحة التي يتحرك فيها القلم الصحفي المصرى بعدما عاش -ولايزال- ظرفا استثنائيا مزعجا لأجيال، ربما زاد من رقعة أحلامها ثورة شعبية مباركة نادت بالحرية والعيش والكرامة الإنسانية.
وما بين ما ينبغى أن يكون وما هو كائن كانت مساحة التحرك النقابي للنقيب ومعه مجلس النقابة أضيق من حجم الحلم، مع ظرف اقتصادي بالغ الصعوبة، وخريطة عربية مهددة، ووضع دولي عنوانه الأعرض هو النهش في وسائل الإعلام وأصحاب القلم والكلمة، منذ آثر القاعد على رأس الإمبراطورية الأمريكية "دونالد ترامب" أن تكون وسيلته للوصول إلى مبتغاه من خلال تشويه الميديا بكاملها تحت شعار "fake news- أخبار كاذبة"!
تم محاصرة مجلس النقابة بقيادة "عبد المحسن سلامة" بتلال من المشكلات المستعصية.. صحف تُغلق، وأخرى تتراجع، وثالثة مستمرة بروح مهددة بالموت المفاجئ، وكان مطلوبا من هذا المجلس أن يمتلك عصا سحرية للقفز فوق الواقع المرير، وأن يواجه بلا أدوات بطالة تنهش في اللحم الصحفي، وتراجعا في مدخلات التمويل، وصناعة باتت مهددة بالانقراض بسبب ارتباطها بعناصر خارج الإرادة من ورق وأحبار ومحتوى منغلق.
أتصور أن نظرة واقعية تفرض علينا أن نعيد النظر في تقييم المرحلة كلها، فالحق أن من اختارتهم الجمعية العمومية حاولوا.. أصابوا وأخطأوا فكان نصيبهم أجرين.. نفس الأمر سيتعرض له النقيب الجديد "ضياء رشوان".. نفس الظروف والملابسات ستواجه فريق العمل الجديد.. رؤى من خارج الصندوق قد تكون طوق نجاة للمكلفين الجدد وللمهنة وللوطن قبل هذا وذاك.