صدام في فرنسا
بعد أن بدأت تهدأ احتجاجات أصحاب القمصان الصفراء في فرنسا، عادت مجددا هذه الاحتجاجات تشتعل وتقترن بممارسة عنف واضح، حتى أن الرئيس الفرنسي "ماكرون" ضاق ذرعا بما يحدث، وشن هجوما واسعا على المحتجين الذين يمارسون العنف.. واقترن ذلك لتصدي قوات الأمن بقوة لمن تورطوا في العنف والتخريب والتدمير وعمليات السلب والنهب التي شهدتها عدة مناطق في العاصمة الفرنسية، ومن بينها شارع الشانزلزيه.
والملاحظ أن الرئيس الفرنسي وهو يتحدث عن احتجاجات الأمس يبدو أنه ضاق ذرعا بها وبمنظميها من أصحاب القمصان الصفراء، وبعمليات العنف التى حدثت فيها.. والملاحظ أيضا أن لهجة التهديد والوعيد لممارسة العنف خلال الاحتجاجات زادت في حديثه أيضا.. وهذا يجعلنا نتوقع أن تسير الأمور في فرنسا في طريق الصدام وليس في سبيل التهدئة كما كان متوقعا.
فإن منظمي الاحتجاجات، من أصحاب القمصان الصفراء لا يبدو أنهم سوف يتوقفون عن احتجاجاتهم، بل إنهم يعدون بزيادتها.. وفى المقابل فإن الإدارة الفرنسية ترى أنها قدمت ما يكفى من التنازلات لاحتواء هذه الاحتجاجات، وأنه يصعب عليها تقديم المزيد منها.
كما أن أحزاب وقوى المعارضة في فرنسا خاصة من قوى اليمين تشجع مثل هده الاحتجاجات، لأنها تستثمرها في أضعاف إدارة "ماكرون"، تبطئة وصوله إلى السلطة في فرنسا مستقبلا.. أي أن الجو مهيأ وحتى إشعار آخر لمزيد من الصدام السياسي داخل فرنسا وليس التهدئة.