رئيس التحرير
عصام كامل

شعب ذكي.. ولكنه في حاجة لمن يذكره باستمرار!


الشعب المصري رغم أنه أذكى من أن يخدعه أحد بما يملكه من نور البصيرة والوعي الفطري اللذين يمكنانه من رؤية الخطر المحدق ببلدنا، خصوصًا من جماعة الإخوان الإرهابية ومن يدور في فلكها.. لكنه في حاجة لمن يذكره باستمرار بحقائق ما يدور حوله، ولمن يأخذ بيده ويتواصل معه وينظم جهوده وأفكاره وتوجهاته بمعزل عن دعاوى التضليل والإفك التي تروجها قنوات الإخوان ومواقع التراشق الاجتماعي.


حتى أن سؤال اللحظة لم يعد: هل نحن في خطر؟.. بل أصبح : كيف نواجه مثل هذا الخطر ونقضي عليه بإعادة صناعة الوعي وتبصير الشعب بالحقائق والقضاء على معاناته ومشاكله اليومية، ومجابهة أي تقصير أو إهمال بكل قوة؟ 

ما أكثر حاجتنا اليوم لالتزام نهج عقلاني في تلقى أي معلومات أو أنباء والتدقيق فيها والتثبت منها، تطبيقًا لمبدأ قرآني راسخ لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة"... فالشيطان يكمن في الشائعات التي لا تخدم سوى الأعداء، وتشيع حالة من الإحباط والبلبلة والضبابية التي تشتت الأذهان وتضعف الروح المعنوية.

تشكيل الرأي العام من أهم مكونات الأمن القومي؛ ومن ثم فلا مفر من إصلاح الخطاب الإعلامي كما الخطاب الديني تمامًا، وهو ما لن يتحقق باستجداء ضمائر أهل المهنة والقائمين عليها درءًا لأخطار ندفع ثمنها غاليًا جراء شيوع العشوائية.. فالتيارات المتطرفة ما أراقت الدماء وشوهت صورة الإسلام إلا نتيجة لغياب فكر أو خطاب ديني دينامي قادر على التصدي لأفكار التطرف والغلو والمتاجرة بالدين.

أما تيارات الفوضى الإعلامية وذوي المصالح فقد فعلت بالإعلام ما هو أسوأ خلال السنوات السابقة، حيث أفسدت أذواق المشاهدين بأعمال فنية سطحية هابطة تارة.. وبرامج الإثارة والتشويه وتصفية الحسابات وخدمة المصالح الفئوية لأصحاب المال والفضائيات، ووسائل الإعلام التي أسهمت في تعكير المزاج العام، وتكريس حالة الاستقطاب التي بلغت ذروتها غداة أحداث 25 يناير و30 يونيو، الأمر الذي دفع الرئيس السيسي لتوجيه كلامه وقتها للجماعة الإعلامية قائلًا: "سوف أشكوكم للشعب".

والسؤال: متى يتم إصلاح الإعلام وإصدار تشريعات قادرة على وقف هذه الفوضى.. ومتى تتكاتف الجماعة الإعلامية لحماية نفسها من تجاوزات بعض أبنائها قبل أن يبكي الجميع على دم الحرية المسفوك؟!
الجريدة الرسمية