بروكسل تستضيف مؤتمر المانحين.. ودمشق تكثف الهجوم على إدلب
عشية الذكرى الثامنة لانطلاق الاحتجاجات، تجتمع عشرات الدول في بروكسل للتعهد بتوفير تمويلات للسوريين المحتاجين، وميدانيًا كثفت القوات السورية والروسية هجومهما على إدلب وقالت "قوات سوريا الديمقراطية" إنها تتقدم في الباغوز.
تجتمع وزراء من عشرات الدول في بروكسل اليوم الخميس، للتعهد بتوفير تمويلات للسوريين المحتاجين، خلال مؤتمر يهدف إلى تنشيط الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ ثمانية أعوام.
ويعد المؤتمر الذي بدأ أمس الأول الثلاثاء، وتشارك الأمم المتحدة في استضافته، السابع من نوعه، ويشارك في المؤتمر وفود من نحو 85 دولة إلى جانب جماعات مجتمع مدني ومنظمات غير حكومية.
وبشكل عام، يحتاج أكثر من 11.7 مليون شخص إلى المساعدة، وقال منسق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة مارك لوكوك أمس الأربعاء: "دون ضخ أموال بشكل كبير وفوري فإنه من المحتمل أن تتوقف بنود توفير الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى وخدمات الحماية المنقذة للحياة".
القوات السورية والروسية تكثفان الهجوم على إدلب
وقال معارضون ورجال إنقاذ وسكان إن القوات الحكومية السورية قصفت بدعم من طائرات روسية بلدات تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا في أشد ضربات توجهها منذ أسابيع لآخر معقل للمعارضة في البلاد.
وقال سكان إن مدينة إدلب تعرضت لما لا يقل عن 12 ضربة جوية شملت أهدافها سجنًا للمدنيين على مشارف المدينة مما أسفر عن فرار عشرات السجناء. وأودت الضربات بحياة عشرة مدنيين على الأقل وأسفرت عن إصابة 45.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها وجهت بالتنسيق مع تركيا ضربات لإدلب مستهدفة مستودعات للطائرات المسيرة والأسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام وقالت إن هذه الجماعة كانت تخطط لشن هجوم على قاعدة جوية روسية رئيسية قرب ساحل البحر المتوسط.
وتوعدت هيئة تحرير الشام بالانتقام قائلة إنها ألقت القبض على معظم السجناء الذين فروا مشيرة إلى أن من بينهم أعضاء خلية تعمل لحساب المخابرات الروسية زعمت أنهم وراء تفجيرات شهدتها مدينة إدلب الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 17 مدنيا وإصابة العشرات.
وقال سكان في شمال غرب البلاد إن ذخائر فوسفورية بيضاء أُطلقت على بلدة التمانعة في ريف إدلب حيث قال رجال إنقاذ إنهم أخمدوا حرائق عدة جراء إطلاق ما يزيد على 80 صاروخًا.
وكان من بين أهداف الضربات الجوية مخيم مؤقت في قرية كفر عميم الواقعة شرقي مدينة إدلب والذي يؤوي عائلات نازحة. وأودت الضربات بعد منتصف الليلة الماضية بحياة امرأتين فيما أصابت عشرة أطفال على الأقل.
"قسد": أحرزنا تقدمًا في الباغوز
وفي أقصى شرق البلاد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تحاصر آخر جيب لتنظيم "داعش" في شرق سوريا أنها تقدمت داخل الجيب بعد اشتباكات وضربات جوية نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية في بيان: "تقدم مقاتلونا في عمق المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم الإرهابي، وثبتوا عددًا من النقاط الجديدة، وذلك إثر اشتباكات تكبد فيها الإرهابيون عددًا من القتلى والجرحى".
وأمس قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها نجحت في التصدي لهجومين مضادين شنهما عناصر "داعش" على القوات التي تقترب من فرض سيطرتها الباغوز، وأضافت أنها أحبطت هجمات انتحارية للتنظيم خلال المعركة النهائية على الباغوز التي تضم مجموعة من القرى والأراضي الزراعية بالقرب من الحدود العراقية.
وقال المركز الإعلامي لقوات "سوريا الديمقراطية" إن تنظيم داعش شنت هجومها المضاد الثاني بعد ظهر اليوم مستغلة تصاعد الدخان في سماء الباغوز.
وأضاف أن القتال لا يزال مستمرًا لكن التنظيم لم يحرز أي تقدم وجرى إيقافه.
وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية إن "اشتباكات مباشرة عنيفة" أسفرت عن "قتل 38 إرهابيا بينهم ثمانية انتحاريين".
وأضاف بالي "ارتقى أربعة من مقاتلينا وأصيب ثمانية بجراح". وتابع: "تقدمت قواتنا اليوم وسيطرت على عدة نقاط".
وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود فوق الباغوز بعد ظهر الأربعاء وسُمع دوي طلقات نارية وانفجارات وأزيز طائرات في المعركة التي كانت قوات سوريا الديمقراطية قالت إنها منتهية أو بحكم المنتهية. وسوى القتال كثيرًا من المنازل بالأرض تمامًا في الباغوز حيث تظهر أيضا آثار الضربات الصاروخية على الطرق.
وقال مسئول دفاعي أمريكي إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن كبار قادة "الدولة الإسلامية" لا يزالون في الباغوز. ويعتقد خبراء الحكومة الأمريكية جازمين بأن البغدادي لا يزال على قيد الحياة وأنه ربما يكون مختبئًا في العراق.
تقرير: واشنطن تحافظ على حجم مساعدتها لـ "قسد" في 2020
أفاد تقرير إخباري بأن الولايات المتحدة حافظت على حجم المساعدات المخصصة لدعم "قوات سورية الديموقراطية" (قسد) في عام 2020، في خطوة تثير حفيظة تركيا، وتكشف عن مواصلة دعم قسد، ذات الغالبية الكردية، على رغم انتهاء العمليات العسكرية الكبرى ضد داعش في شرق الفرات التي باتت خاضعة بشكل شبه كامل لسيطرة قسد.
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم الخميس عن عضو مجلس الرئاسة في "مجلس سوريا الديموقراطية" (مسد)، الغطاء السياسي لقوات قسد، وممثل المجلس في واشنطن بسام صقر إن "السياسة الأمريكية تجاه سورية لم تتغير، والولايات المتحدة لن تخرج من المشهد السوري".
وأوضح صقر أنه "بعد هزيمة داعش عسكريًا يجب محاربة خلاياه النائمة وهذا يحتاج بعض الوقت، إضافة إلى أن استئصال الفكر والثقافة الداعشية تحتاج وقتًا طويلًا، وعند تحقيق هذين الهدفين نستطيع القول إننا انتصرنا وهزمنا داعش".
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية، في بيان، أنها خصصت 300 مليون دولار لقوات (قسد) في العام المقبل، إضافة إلى 250 مليون دولار لضمان أمن البلدان المجاورة لسوريا والتي تحارب داعش. وحافظت واشنطن على مستوى الدعم ذاته على الرغم من خفض موازنتها في صندوق الحرب لبرنامج التدريب والتجهيز في العراق وسوريا في إطار محاربة داعش، إلى مليار و45 مليون دولار، بعدما كان مليارًا و400 مليون دولار العام الحالي.
وتثير هذه الخطوة حفيظة أنقرة الساعية إلى تشكيل منطقة آمنة على الحدود مع سوريا بعمق يصل إلى 30 كيلومترًا، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قواته من سوريا. وكان ترامب أعلن عزمه سحب كل قواته من سوريا، قبل أن يتراجع لاحقًا تحت الضغوط ويقرر الإبقاء على 400 جندي.
خ.س/ح.ز (د ب أ، رويترز)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل