«كامل الوزير» والتحديات !
اختيار الفريق "كامل الوزير" لتولى منصب وزير النقل الآن مفهوم جدا.. فإن العديد من المشروعات القومية التي كان يشرف عليها أصبحت في مراحلها الأخيرة، وفي ذات الوقت فإنه أثبت نجاحا في مهمة الإشراف على هذه المشروعات وتحقيق إنجاز فيها بمعدلات عالية قياسية.. وهذا النجاح بما يملكه من صفات وقدرات تؤهله لأن يتحمل عبء مهمة إصلاح مرفق السكة الحديد، الذي تردت أحواله كثيرا.
والذي يحتاج إلى حزم أكبر في إدارته، بعد أن تبين أن الإهمال ضرب مختلف جوانبه وأدى إلى حدوث كوارث متتالية كان أبشعها كارثة محطة مصر الأخيرة.
ومع ذلك لم يخلُ هذا الاختيار للفريق "كامل الوزير" لمنصب وزير النقل من الشائعات.. في البدء قيل إنه عرض عليه المنصب ورفض!.. ثم بعد أن حلف اليمين وتولى منصبه الجديد رسميا قيل إن هذا المنصب هو محاولة للتخلص منه، بعد أن حاز شهرة جماهيرية خلال السنوات الأربع الماضية، بما حققته المشروعات القومية تحت إشرافه من إنجازات بمعدلات غير مسبوقة!
وهكذا ليس فقط الإهمال والتآخى وسوءات البيروقراطية العميقة هي أخطر التحديات التي سوف يواجهها "كامل الوزير" وهو يقوم بمهمته الجديدة في قطاع النقل الذي لا يقتصر على السكة الحديد فقط، وإنما سوف يواجه أيضا شائعات بعضها مرتب ومنظم وممنهج، وأخرى مخاض افتكاسات فاقدة الثقة في كل شىء وأى شىء، والذين أدمنوا الشك في أي تصرف أو قرار أو قول.
غير أن السنوات الأربع الماضية في الإشراف على تنفيذ العديد من المشروعات القومية، منحت "كامل الوزير" مناعة تساعده في مقاومة ومواجهة هذه التحديات.. وسوف نكسب جميعا عندما ينجح في مهمته الجديدة.