في يوم الشهيد.. مدد مدد شدي حيلك يا مصر
في الاحتفال بيوم الشهيد تتجدد الذكريات، ويطفو على السطح منها روح العزيمة والفداء، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله من فضله، وهو يوم العزة والفخر لكل أم شهيد، وأب شهيد، وزوجة شهيد، وابن وابنة شهيد.. بل يوم فخر لكل مصري.
كلمات أهالي الشهداء في يوم الشهيد هي دروس في الوطنية والانتماء لهذا الوطن، ودروس في الاحتساب والصبر، ودروس في قوة الاحتمال بعزيمة أولى العزم، ودروس في الرضا بقضاء الله وقدره.
ما تنطق به ألسنة أهالي الشهداء وخصوصا الأمهات بصدق قلوبهم يؤكد رضا الله عليهم، بأن أعطاهم هذه القدرة والقوة للحديث عن فلذات أكبادهم بكل هذا الثبات، وإن تساقطت الدموع من أعينهم!
مصر تستحق التضحية، نعم تستحق.. جملة تتردد على لسان كل أم شهيد، تقولها وهي تدرك معناها، وتزيد عليها، لو عندي ابن غير الشهيد لقدمته لمصر شهيدا من جديد، ما أروعك يا أم الشهيد، وما أعظمك أيتها الأم المصرية.
لذلك نقول بأعلي الصوت: شدي حيلك يا بلد، إن مات شهيد فيه ألف ومليون غيره يتولد، ونقول من وحي كلام أمهات الشهداء: شدي حيلك يا مصر، ولا تلتفتي لشماتة الشامتين والموتورين، فهذا ليس جديدا عليهم.. ولا تلتفتي إلى من يطلبون تأجيل تنفيذ أحكام الإعدام والقصاص، فهؤلاء يلعبون أدوارا محددة، ويظهرون في أوقات محددة، ويتوارون خجلا والعار يكلل رؤوسهم، عندما تفشل مساعيهم المغرضة..
لا تلتفتي لبعض النخبة الضالة التي باعت الوطن بثمن بخس دولارات معدودة، ولو كانت ملايين الدولارات فستظل بقعا سوداء في ثيابهم التي كشفت عوراتهم.
وفي يوم الشهيد لا تلتفتي يا مصر لتجار السبوبة ودكاكين حقوق المجرمين والجناة، ولا تنظري بعين الاعتبار إلى الغرب الذي يكيل بألف مكيال، ويلبس الباطل ثوب الحق، والحق ثوب الباطل، ويحرم على غيره ما يحلله لنفسه، ويخاف أن يشتد عودك وتنتصب قامتك وترتفع هامتك، لذلك فهو يسعي دائما للضغط عليك بالمارقين من أبنائك أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر الميتة.
وفي يوم الشهيد ما زلنا على العهد أن نثأر له ولمصر التي ضحي من أجلها، وسنظل نقول ونردد شدي حيلك يا بلدي فجيشك بخير والجنود والضباط يدفعون أرواحهم وهم راضون، ويقولون هذه رسالتنا في الحياة، والشرطة بخير وضباطها وجنودها يدفعون الثمن، وهم راضون لا يتسرب إلى قلوبهم خوف من الموت، وأهالي الشهداء صابرين.. صامدين.. محتسبين.. فخورين بشهدائهم.. رؤوسهم تعانق السماء.. لا يقبلون الانكسار.
وفي يوم الشهيد جاءت الرسائل في كلمات أمهات الشهداء الأبطال واضحة تقول بعلو الصوت وصدق المعني.. شدي حيلك يا بلد.. فالمطلوب أن تنكسري ولا تنهضي، وهدف الكلاب قطعة لحم من بدنك، ومبتغي العملاء والخونة رؤية الدماء تسيل من جسدك.. فهل تساعديهم على الوصول إلى ما يريدون؟
الرسالة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء لا ينكرها إلا فاقد البصر والبصيرة، والمأجور والمرتزق.. شدي حيلك يا مصر.. فالعالم لا يعرف غير الأقوياء ولغة القوة، وشعبك يعلم ويدرك هذه الحقيقة جيدا ومستعد للموت دفاعا عنك وعن تاريخك وحضارتك.. فكلما أرادوا أن ننسي تاريخنا فننكسر ونتشرذم ونتقاتل تأتي كلمات أهالي الشهداء صخورا تتحطم عليها دعاوي اليأس والإحباط التي ينشرها كل كاره وحاقد وشرير..
وقد علمتنا المحن كيف نتجاوز الأزمة ونقفز عليها، وعلمتنا كيف نضمد الجراح ونتعافى سريعا!
شدي حيلك يا مصر بعدالة ناجزة سريعة وأحكام لا تعطلها إجراءات، وقصاص لا يحول بينه وبين التنفيذ شهور وسنوات.. هل نحتاج إلى دليل أو برهان ونحن نتذكر الشهيد لنؤكد به أننا في حالة حرب حقيقية؟ هل نحتاج أن نكرر كلاما حول استهداف الوطن من الداخل والخارج.. من دول وأجهزة مخابرات عربية وإقليمية ودولية، ومن تنظيمات ومنظمات في الداخل والخارج، ومن أفراد من أبناء جلدتنا يعيشون بيننا؟ الأدلة والبراهين سدت عين الشمس، ولم تترك أي مساحة للشك أو سوء الفهم..
فهؤلاء جميعا يشربون ماء آسنا يملأ قلوبهم بالغل والحقد والكراهية.. يعتبرون الوطن شقة مفروشة ومن ثم فلا قيمة له ولا اعتبار، ويعتبرون المصريين من الأغيار الذين لا يجب التعامل مهم أو التعايش بينهم فالوطن حفنة تراب عفن والشعب جاهل وكافر!
الرسالة الأخيرة.. شدي حيلك يا بلدي فنحن على أعتاب إنجازات ومستقبل مشرق بإذن الله سوف يغيظهم وينكد عليهم ويدفعهم للتخبط والارتباك.. وقد حدث بالفعل.
تحية لكل شهيد قدم روحه لوطنه، وتحية لكل من ينتظر دوره ليقدم روحه فداء لوطنه الذي يستحق، ودائما تحيا مصر.