رئيس التحرير
عصام كامل

«أشوفكم بخير».. الوداع الأخير لـ«دعاء» ضحية الطائرة الإثيوبية لأسرتها في زفاف ابن خالتها

فيتو

"أشوف وشكم بخير" كانت هذه آخر الكلمات التي ودعت بها ضحية الطائرة الإثيوبية المنكوبة الدكتورة دعاء عاطف عبد السلام، ابنة محافظة الوادى الجديد، أهلها في آخر لقاء جمعها بهم منذ ثلاثة أيام في حفل زفاف ابن خالتها، لكنها لم تعلم أنه اللقاء الأخير لها مع أسرتها.


دعاء عاطف عبد السلام أو كما يلقبها أهلها بـ"فراشة العائلة" لابتسامتها الدائمة ووجهها البشوش تبلغ من العمر 26 عاما، وحصلت على الماجستير منذ أربعة أشهر ونصف، وتعمل باحثة بمركز بحوث الصحراء بمحافظة الوادى الجديد، وهى إحدى الباحثات المتميزات بالمركز، ولذلك نالت شرف وزارة الزراعة لترشيحها للدورة المنعقدة في دولة كينيا لمدة خمسة أيام ضمن مجموعة من العاملين بمراكز البحوث الصحراء على مستوى الجمهورية.

دعاء هي الابنة الوسطى لأسرة مكونة من خمسة أفراد تعيش بحي الزهور بمدينة الخارجة، تكبرها شقيقتها ولاء ويصغرها شقيقها إبراهيم ووالدتها مديرة إحدى المدارس، ووالدها يعمل مهندسا زراعيا ومديرا للإدارة الزراعية لمركز الخارجة. تفوقها الدراسى جعلها أولى المعينين بمركز بحوث الصحراء بوزارة الزراعة لتحصل بعد ذلك على درجة الماجستير، وتختار ضمن المجموعة التي ستمثل مصر في الدورة التدريبية المنعقدة في كينيا.

زياد جابر ابن خالة الضحية أكد أن دعاء حضرت حفل زفافه منذ ثلاثة أيام، ولم يصدق ولو للحظة أنها ستكون آخر مرة يراها فيها، مضيفا: "التقطنا صورا جماعية في جو يسوده البهجة والسعادة وودعتها العائلة بأكملها، نظرا لأننا جميعنا نعلم بسفرها، وكنا مسرورين للغاية خاصة أن ابنة خالتى مجتهدة، وكنا نتوقع أنه سيكون لها شأن في يوم من الأيام".

وتابع: "وقع الخبر علينا كالصاعقة أمس الأحد عندما علمنا به وتأكدنا منه"، وقال:" في البداية كنا نعلم أن هناك طائرة سقطت في إحدى الدول الأفريقية، وشاهدنا ذلك في الأخبار والقنوات، ولكن لم نكن نتوقع أن هذه الطائرة بها دعاء، إلا عندما تواصل معنا أحد الأشخاص، وقال لنا: هي دعاء في الطيارة اللى وقعت؟ لنبدأ بعد ذلك رحلة البحث عنها غير مصدقين بما سمعنا".

وأضاف: "كنا لآخر لحظة نتوقع منها اتصالا في أي وقت، خاصة أن سفرها سيستغرق ساعات طويلة، ولا توجد شبكات اتصالات في الطيران"، وتابع:"بعد ذلك تواصلنا مع وزارتي الزراعة والخارجية وشركة الطيران وتأكدنا من الخبر من رقم وخط سير الطائرة ومطابقتهما بما ذكر في وسائل الإعلام وعلمنا أن دعاء على هذه الطائرة".

وأشار زياد إلى أن خالته في حالة يرثى لها وغير مصدقة حتى الآن هذا الخبر، وتنتظر منذ أمس أن تتصل بها دعاء في أي وقت، وأضاف أن الحزن يخيم على العائلة بأكملها، قائلا: "اتقتلت فرحتنا بعد هذه الخبر، ربنا يصبر والدتها ووالدها ويصبرنا جميعا.. الموضوع صعب علينا، نحتسبها إن شاء الله شهيدة في الجنة، وكلنا أمل أن نجد جثمانها في أسرع وقت، ونحن على تواصل دائم مع الجهات المعنية".

وكانت الخطوط الجوية الإثيوبية أعلنت، أمس الأحد، تحطم طائرة تابعة لها كانت في طريقها من العاصمة الإثيوبية أديس بابا إلى العاصمة الكينية نيروبي، وعلى متنها 157 راكبًا من ضمنهم طاقم الطائرة، جميعهم لقوا مصرعهم.

وتأكد وقوع الحادث في الساعة 8:44 صباحًا بالتوقيت المحلي لإثيوبيا، حيث تحطمت الطائرة قرب بلدة "بيشوفتو" التي تقع على بعد نحو 62 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من أديس أبابا، بحسب المتحدث باسم الخطوط الجوية الإثيوبية.

وكان من بين ركاب الطائرة 10 أشخاص من 4 جنسيات عربية مختلفة، وكان يوجد فيها 6 مصريين ومغربيين وسوداني ويمني، بالإضافة إلى 7 من بريطانيا و7 أمريكا.
الجريدة الرسمية