رئيس التحرير
عصام كامل

أنا الوزير!


الوزير، أي وزير، ليس مجرد رئيس لمجموع الموظفين العاملين في وزارته والهيئات والجهات التابعة لإشراف وزارته.. وإنما هو قبل ذلك المسئول السياسي عن القطاع الذي يدخل تحت إشرافه، وهو أيضا المايسترو الذي يوجه ويشرف ويدير منظومة العمل في وزارته، ولن ينجح في عمله ومهمته هذه إلا إذا استفاد من عمل كل العاملين في وزارته، وأوكل المسئولية لمن يستحقونها وهم جديرون بها والأكفاء من العاملين، وأيضًا نجح في اختبار معاونيه ومساعديه.


هذا ما يتعين أن ينشغل به سيادة أو معالى الوزير، لا أن يهتم بأن يفرض إرادته على من يعملون في وزارته، ديوان الوزارة والهيئات والجهات التابعة لها، وأن يعاملهم كما لو كان هو سيادة الناظر، وهم مجموعة من التلاميذ الصغار الذين وجب عليهم ترديد وراءه ما يقول وتنفيذ تعليماته فحسب وإبداء فروض الولاء والطاعة له، والامتثال لأوامره.

باختصار الوزير، أي وزير، هو المايسترو السياسي، لمجموعة من العازفين، لن تنجح معزوفتهم، إذا مارس معاليه المنظرة عليهم، وتصرف معهم باعتبارهم مجموعة من التابعين له، وصار يتحكم فيهم وفى أقدارهم، منذ أن حلف اليمين وتولى ممارسة مهامه رسميا كوزير، وإذا تصرف معالى الوزير بوصفه مايسترو سياسيا لمجموع العاملين في وزارته والهيئات والجهات التابعة لها، سوف ينجح في عمله ومهمته..

لأنه سينال رضاء وثقة واحترام العاملين في وزارته والهيئات والجهات التابعة لها، أما إذا تصرف معاليه بشكل مختلف واهتم فقط بالمنظرة على هؤلاء العاملين، وبأن يؤكد لنفسه دوما أنه معالى الوزير فسوف يفشل لأنه سيفقد احترام العاملين لديه، وعندما يفقد القائد احترام جنوده لن ينتصر جيش.

أقول ذلك منبها كل من يتولى منصبا وزاريا، ويحوز لقب معالى الوزير.. فهذا اللقب مسئولية كبيرة، ومهمة ضخمة في ظل الظروف التي نعيشها والتحديات التي تواجهنا، وليس لقبا للمنجهة والتفاخر والتمايز على بقية خلق الله، خاصة العاملين تحت إشرافه، مثل لقب الباشا والبك زمان.. وغفر الله لكل وزير لا يدرك ذلك، وأعان الله كل وزير يدرك ذلك ويقود جمع العاملين لديه بنجاح، لأنه فهم دوره ومهمته.
الجريدة الرسمية