رئيس التحرير
عصام كامل

نتنياهو يقحم نفسه في «خناقة ستات» (فيديو وصور)

فيتو

صراع نسائي اشتعل أمس بين مذيعة إسرائيلية ووزير الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجف، على خلفية عنصرية الأخيرة ونهجها ضد العرب، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، آبى أن يظل صامتًا وسط «خناقات الحريم» ليطل برأسه ليس من أجل فض النزاع بينهما وإنما ليتبع أسلوب نسائي آخر يعتمد على طريقة «التلقيح» والوقوف جنب الوزيرة المتطرفة التي تمثل حكومته.


صراع مستمر
الحكاية بدأت أمس، واستمرت تداعياتها حتى اليوم، وأظهرت وجوهًا أخرى ترفض سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي فضل بدلًا من أن ينأى بنفسه عن خناقات الحريم، واقتحم الأزمة فاردًا ذراعيه، بعد تغريدة كتبتها مقدمة البرامج والمذيعة الإسرائيلية، روتام سيلع" تهاجم فيها المذيعة رينا ماتزليا قائلة: "وزير الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف، تجلس وتشرح لرينا ماتزليا أن الجمهور يجب أن يكون حذرا أنه إذا تم انتخاب الجنرال الإسرائيلي بيني جانتز، فسيتم تشكيل حكومة مع العرب، مردفة: أتساءل لماذا لم تسألها رينا في دهشة – وما المشكلة مع العرب؟، متى سيعلن أي شخص في هذه الحكومة للجمهور أن إسرائيل دولة لجميع مواطنيها، وأن جميع البشر متساوون؟، وأن العرب بشر مثلنا".

عنصرية نتنياهو
إلى هذه النقطة والأمور لم تخرج عن طور مذيعة تهاجم مذيعة أخرى زميلة لانصياعها لكلام وزيرة الثقافة، لكن نتنياهو دخل على خط الأزمة وأقحم نفسه في الخناقة النسائية عبر هجمة تويترية على موقع التواصل "تويتر" وكتب تغريدة يعلن فيها انحيازه لطرف ضد الآخر، وبالطبع انحاز لوزيرته والمذيعة الموالية لهما، بل زاد الطين بلة بتصريحات عنصرية ضد الفلسطينيين، وكتب نتنياهو: "عزيزتي روتام سيلع، قرأت ما كتبيته، أولًا وقبل كل شيء، لدى تعديل مهم وهو إسرائيل ليست دولة لجميع مواطنيها وإنما لليهود فقط، مشيرًا إلى أن إسرائيل كدولة قومية، ليست لجميع مواطنيها، وإنما فقط للشعب اليهودي، إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي وهي دولته الخاصة لوحده" على حد زعمه.

ولم تفوت عارضة الأزياء الإسرائيلية جال جادوت الفرصة، التي تجسد بطولة فيلم "وندر وومان" أعربت عن دعمها للمذيعة روتام سيلع رافضة عنصرية الحكومة الإسرائيلية قائلة: "إن مسئولية زرع الأمل والضوء من أجل مستقبل أفضل لأطفالنا هي علينا، روتم، الأخت، أنت مصدر إلهام لنا جميعًا".

دعاية انتخابية
لم يمر وقت طويل حتى انضم للأزمة الوزير الإسرائيلي المتطرف، نفتالي بينت، الذي أقحم نفسه أيضًا في "خناقة الحريم" وحاول توظيف الحدث سياسيًا لخدمة أغراض انتخابية وقال: "نحن في الأيام التي تتساقط فيها الصواريخ على المستوطنات الجنوبية، وأنا لا أفهم منطق مهاجمة مذيع تليفزيوني بدلًا من معالجة التهديد الحقيقي - بأن حماس هي التي تطلق النار على أطفالنا، عندما أكون وزيرًا للدفاع، سنحارب الإرهابيين"، ملمحا إلى رغبته في تولي وزارة الدفاع بالحكومة المقبلة.

وهنا جاء دور وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف، صاحبة الأزمة الأصلية والتي وجهت الانتقادات للمذيعة بسببها، وحاولت أن تظهر أنها وزير لا تميز بين العرب وإسرائيل وأنها تنادي بالمساواة وهى التي سبق أن وصفت الأذان بأنه نباح كلاب محمد، وعلقت الوزيرة قائلة: "لدينا مشكلة مع النفاق والتلون، تحالف أزرق أبيض، يضم يائير لابيد وبيني جانتس اللاتي تحاولا جاهدتين إخفاء عن الجمهور حقيقة أنهما يساريتان يتنكران في صورة أحزاب وسط".
وحتى اللحظة تحولت إسرائيل بسبب تغريدة المذيعة روتام سيلع إلى ساحة عراك بين مؤيد ومعارض لها، ومن أبرز المؤيدين، عضو الكنيست تمار ريزدنبرج التي التقت أمس الرئيس الفلسطيني، مع عباس أبو مازن، وتحدثت مع عن السلام.
الجريدة الرسمية