رئيس التحرير
عصام كامل

الخلافات العقائدية اليهودية تحول محيط البراق إلى ساحة نزاع (فيديو)

فيتو

السؤال المطروح دائمًا في إسرائيل حول حائط البراق أو ما يسمونه زعمًا بـ "حائط المبكى" في إطار بث المصطلحات الصهيونية العبرية على الأماكن المقدسة هو: هل أنت مع أم ضد الصلاة المختلطة عند الحائط؟


وكلما خفت حدة الصراع حول هذا الجدل يعود مجددًا على السطح ليلقي بظلاله على الخلافات العقائدية بين اليهود في أماكن مقدسة تابعة للمسلمين نسبوها لأنفسهم زورًا وبهتانًا، وكان آخر تلك الخلافات هي التي أثارتها خلال الأيام الأخيرة ما تسمى بمنظمة "نساء الهيكل" الداعية لبناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى.

نساء من أجل الهيكل
وأثارت المنظمة النسائية اليهودية "نساء من أجل الهيكل" الجدل، عند حائط البراق وهو ما يسميه اليهود حائط المبكى، حينما قررن كسر القواعد وصلين في الساحة المخصصة للرجال.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الشرطة الإسرائيلية اتهمت أعضاء منظمة "نساء من أجل الهيكل" بممارسة أفعال استفزازية من خلال الدخول من أجل الصلاة عند الحائط دون إذن المنظمين.

وأشارت إلى أن بعض النساء وصلن إلى منطقة الصلاة الرئيسية، على ما يبدو لخلق الاحتكاك، ومن جانبها علقت النساء اليهوديات بالقول: "الشرطة الإسرائيلية تجاهلتنا وتنشر الأكاذيب وتتعامل بوقاحة".

جاء ذلك عقب تطويق عصابات المستوطنين، البلدة القديمة في القدس المحتلة، بمسيرات حول أبواب المسجد الأقصى بالتزامن مع بدء شهر عبري جديد بحماية شرطة الاحتلال.

نساء من أجل الهيكل هي من أكثر المنظمات اليهودية المتطرفة والتي تنادي بإقامة الهيكل الثالث، علمًا بأن الصلاة عند حائط البراق مثار جدل بين اليهود المحافظين والمتشددين.

ويطالب المتشددون بالفصل في الصلاة بين النساء والرجال، في حين سبق وأن حصل المعارضون لذلك على موافقة الحكومة على الصلاة المختلطة عند الحائط، وهذه المنظمة النسائية الإرهابية اليهودية تجتمع بين الحين والآخر من أجل بحث الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك، والذي تطلق عليه المجموعة المتطرفة اسم "جبل المعبد"، ويناقشن أعضاء تلك المنظمة طرق تعزيز اقتحاماتهم للمسجد الأقصى وسبل تعزيز تواجد المتطرفين فيه.

الإصلاحيون يحتلون الحائط
وكعادة اليهود يحولون الساحات المقدسة إلى ساحات صراع، فعلوا ذلك عند حائط البراق، تحديدًا ساحة نزاع بين أتباع التيار المحافظ والمتمكن في إسرائيل، وأتباع التيار الإصلاحي المتحرر، الذي أقام للمرة الأولى في المكان المقدس صلاة مختلطة للرجال والنساء دون وضع حاجز بينهما.

وعنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية على صدر صفحتها للنسخة الورقية قائلة: "الإصلاحيون يحتلون الحائط".

وقالت التقارير العبرية أنها المرة الأولى منذ حرب 1967 تحتل الحركة الإصلاحية الحائط، حيث شهدت الساحة بحسب التقارير العبرية استفزازًا ضخمًا في ساحة الحائط من النساء الإصلاحيات وتحديدًا منظمة نساء من أجل الهيكل.

موافقة الحكومة
وحسب أصول الصلاة اليهودية المحافظة، يجب الفصل بين الرجال والنساء في الحائط البراق، إلا أن التيارات البديلة في اليهودية تصر على تغيير هذه الأصول وتصفها بالمتشددة، واستطاعت أن تحصل على موافقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة ساحة صلاة مختلطة للرجال والنساء في حائط المبكى، ولكن هذه القضية تثير ضجة كبيرة في العالم اليهودي، إذ هناك من يقول إن الأمور تسير نحو انشقاق كبير في اليهودية، وحتى اللحظة، لم تقر الحكومة الإسرائيلية صيغة توافقية للقضية الشائكة رغم تأكيد رئيس الحكومة على حق الصلاة للجميع، رجالا ونساءً، وأتباع التيارات اليهودية جميعا.
الجريدة الرسمية