رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«سوريا» بعبع التغيير في الوطن العربي


مع أن الجزائر ليست سوريا، ومع أن السودان ليست سوريا، ومع أن ليبيا ليست سوريا، فإن الجميع يخرج النموذج السورى ليطرحه على العامة إزاء أي تحرك جماهيري راغب في التغيير، فالجزائريون وحدهم من يقررون بقاء "بوتفليقة" من عدمه، وإذا كانت حركة الجماهير هناك ترفض بقاء رجل غير قادر على أن "يصلب طوله" لصالح جماعات مصالح ارتبطت بوجوده على المسرح، فإن إخراج البعبع السورى يجب أن يخيف المتمسكين بالسلطة، وأن يدفعهم دفعا إلى إخراج البلاد من دائرة الفوضى.


النموذج المصرى يختلف، "مبارك" أيقن أن حركة الجماهير جادة في التغيير، مصر لديها حارس قوى وهو جيشها، خرج الرجل وحال بين بلاده وبين الفوضى وكان ما كان، في اليمن أصر "علي عبد الله صالح" على البقاء فكان ما كان من نموذج آخر لبعبع الفوضى.

السودان يختلف، فلو أراد "البشير" أن يحول بين بلاده والفوضى لقرر الحوار الجاد مع كل الأطراف لإيجاد صيغة تحمي بلاده من نموذج سوريا، والسؤال: هل لو تنحي "بشار الأسد" مع أول تحرك جماهيرى في دمشق أو حلب لكانت الصورة تغيرت؟

أشك.. النموذج السورى هو صورة حية للتدخل الدولي وللحرب العالمية الثالثة، صراع على الغاز، ومستقبل الطاقة، وخريطة جديدة ترسم ملامحها قوى عظمى.

المقصود هو أن تغييرا تبدو ملامحه في المنطقة العربية الآن، تغييرا يمكن التحكم في بوصلته وتوجيهها بواقعية إلى حلول من شأنها التحول الديمقراطي السلمى، أما بقاء الأوضاع على ما هي عليه، فإننى أتصور أنه بمثابة من أراد التثبت أمام طوفان يجرف كل من يعتقد أن بإمكانه إيقافه أو مواجهته..
Advertisements
الجريدة الرسمية