رئيس التحرير
عصام كامل

حروب بدون رصاصة واحدة!


من لا يرى حجم ما تتعرض له مصر من مخاطر وتهديدات من حين لآخر هم عمي البصيرة.. فماذا نسمي ما نجنيه من حصاد مر للإرهاب تارة، وللإهمال والفساد تارة أخرى.. ألم يقرأ هؤلاء أو يسمعوا يوما ما بشرت به "كوندوليزا رايس" وزيرة خارجية أمريكا في عهد "بوش" الابن من فوضى خلاقة، تجتاح الشرق الأوسط لتعيد رسم خرائطه وفق مخطط جرى الإعداد له منذ زمن..


كما جرى اختيار أدواته بدقة وخبث، وذلك عبر تمهيد الأرض بنيران حروب الجيلين الرابع والخامس، لتدمير البلدان بأيدي أبنائها دون أن يطلق العدو رصاصة واحدة..؟!

ثم وهذا هو الأهم.. أليس ما نجني حصاده اليوم وما جرى قبله في 25 يناير وما وقع بعدها من استقطاب حاد وخلاف على الهوية، واستغلال للشباب وبعض النخبة ووسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي لخلق حالة تفسخ وتمزيق للنسيج الوطني، وتفجير للأوطان بيد طائفة من بنيها المغرر بهم، واستهداف مؤسسات الدولة تارة بعمليات إرهابية غادرة، وتارة أخرى بالإهمال الذي استشرى والفساد الذي تجذر من زمن في التربة المصرية دون علاج حقيقي..

أليس ذلك نتاجًا لما لهذه المساعي الخبيثة.. أليس ذلك كله نتاجًا واقعيًا لمحاولات التآمر ومخططات الشر، فضلًا عما أصاب الشخصية المصرية من تجريف طال كل شيء حتى وصلنا لما نحن فيه.

ألم يشاهد هؤلاء المتغافلون كيف استخدمت حروب الجيل الرابع والخامس أدواتها الناعمة في هدم القيم وإشاعة الفوضى وبث الشائعات والتشكيك في أي شيء وكل شيء والعبور ولو على جثث الأبرياء، وصولًا لتهييج الشارع وإصابته بالإحباط وعزله عن قيادته وحكومته؟!.
الجريدة الرسمية