سيناريو المشير لا يصلح مع الفريق!
عقب اختطاف سبعة مجندين في سيناء .. ومطالب خاطفيهم بالإفراج عن ذويهم المحكوم عليهم بالإعدام ووقف تدمير الأنفاق بين رفح وغزة .. ورفع جميع الأكمنة من منطقة رفح والشيخ زويد وتركها خالية من الوجود الأمني، استحضر بعض الكتاب السيناريو الذي أعد للتخلص من المشير حسين طنطاوي ليتكرر مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.. بافتراض أن الرئاسة لن تترك الفرصة تمر دون انتهازها للتخلص من الصداع الذي سببه لها الرجل .. بعد أن نجح خلال فترة وجيزة في إعادة الثقة بين الشعب وقواته المسلحة ويعيد إلى الشارع المصري شعار «الشعب والجيش إيد واحدة» بعد أن كان «يسقط حكم العسكر»، مما دفع البعض للاعتقاد بأن لحظة استبعاد المشير حانت .. التصريحات العنيفة التي أطلقها قادة حزب «الحرية والعدالة» التابع للجماعة .. ضد السيسي يعكس قلق الرئاسة وعدم ارتياحها لأساليب الفريق السيسي لاجتذاب الرأي العام .. وما حصل عليه من شعبية جارفة خلال فترة قصيرة.. في نفس الوقت الذي تفقد خلاله الجماعة والرئيس القادم من صفوفها رصيدها لدى المواطنين .. والذى تجسد في إقبال ملايين المواطنين على التوقيع في استمارات «تمرد».
زاد من حدة الحساسية بين الرئيس والفريق الدعوة التي وجهتها القوات المسلحة إلى رموز المعارضة للقاء على أرضها .. والاستقبال الحماسي من جانب المعارضين لتلك الدعوة، بينما لم يستجيبوا لدعوة مماثلة قدمها الرئيس.. مما دفعه للضغط لإلغاء اللقاء.. واستجابة قيادة الجيش لمطلب الرئيس حرصا على عدم المواجهة.
كانت للدعوة التي ترددت في الشارع المصرى لنزول الجيش إلى الشارع وتخليص المصريين من حكم الإخوان وتغطية أجهزة الإعلام لتلك الدعوات.. دور كبير في زيادة حدة الحساسية.. وجاء رد فعل الجماعة والأحزاب التي تنتمى إلى تيار الإسلام السياسي عنيفا.. وأعلن بعضهم عن استعداده لمواجهة الجيش بالسلاح إذا ما حاول تهديد الرئاسة.
لكن الآراء التي تتوقع تكرار سيناريو المشير للتخلص من الفريق أغفلت من حساباتها أن القوات المسلحة على جميع حقوقها الدستورية والقانونية.. ولم يعد لها مطالب جادة تدفعها للصدام.. في نفس الوقت يحرص الرئيس على الاستجابة لمطالب الجيش كاملة..
لقد كان وزير الحربية واعيًا في تأكيده أن الجيش لن يتدخل في السياسة.. وبقدر تلقي الجماعات الإسلامية هذا التصريح بترحاب شديد.. أحدث صدمة عنيفة لدى المواطنين الذين انتظروا الفرج للخلاص من حكم المرشد على يد الجيش المصري الذي بدا كأنه تخلى عن مساندتهم.. بعد تصريحات وزير الحرية.
لقد تجاهل هؤلاء أيضا أن مسئولية الاختطاف الأخيرة تتحملها الرئاسة باعتراضها على خطة السيسي لاجتناب الجماعات المتطرفة من سيناء.. ومطالبة الرئيس بالحرص على المختطفين والخاطفين.. وعدم حماسه لما يقوم به الجيش من تدمير للأنفاق، مما يدفع لاستبعاد سيناريو المشير وأنه لا يصلح مع السيسي.. النجاح الكبير للراحل في رفع معنويات رجال القوات المسلحة .. وتضميد جراحهم.. بعد أن جاءتهم الطعنات من الجماعة والمعارضة في الفترة التي أعقبت ثورة يناير.
القوات المسلحة ليست على استعداد للتفريط في الرجل الذي أعاد إليها الثقة بالنفس.. وأبعدها عن بحور السياسة العميقة.. خاصة أنها لا تجيد العوم.