رئيس التحرير
عصام كامل

ممدوح الليثى يكتب: المحتالون

ممدوح الليثى
ممدوح الليثى

في مجلة روز اليوسف عام 1959 كتب السيناريست ممدوح الليثى مقالا قال فيه :

أغرب أنواع المجرمين هم المحتالون، ولابد أن يكون هؤلاء على درجة من الثقافة العامة، وهم يجيدون التمثيل ويقتبسون أساليبهم من أفلام السينما البوليسية، ومن حلقات الإذاعة.

بعضهم ينتحل صفة ضابط البوليس أو يوهمك أنه تاجر كبير ويعرض عليك صفقات وهمية بعشرات الآلاف من الجنيهات في سبيل أن يلطش منك عدة جنيهات.

ومنهم من يندس بين العائلات الكبيرة ويدخل البيوت طالبا الزواج على سنة الله ورسوله، ويدعى أنه طبيب أو مهندس أو مدير شركة الشرق الأقصى والأوسط والأدنى للتجارة وراء البحار.

لكن أذكى أنواع النصابين هم أدعياء الطب عن طريق الجان والعفاريت وأرواح الموتى وأولياء الله الصالحين، وتستطيع أن تلقى نظرة على وجوه كل النصابين ومن مختلف الأنواع.

إذا خطفت رجلك إلى إدارة المباحث فستجد لكل نصاب بطاقة تسجل تاريخه منذ أن خطى أول خطوة على طريق النصب.

وقد يظن البعض أن المجرمين قد انتشروا في الأرض كالجراد، وأنهم أكثر عددا وأعظم استعدادا من البوليس.

لكن الحقيقة عكس ذلك على طول الخط ففى سجون مصر 23605 نزلاء بينهم القاتل الذي ذبح خمسة أشخاص في نوبة غضب، والنشال الذي خطف بأصابعه السحرية حافظة نقود لم يكن بها إلا خمسة تعريفة.

ونسبة عدد نزلاء السجون إلى السكان هي واحد إلى الألف، وهى نسبة معقولة ومطمئنة كما يقول البوليس، لأنها في أمريكا مثلا واحد إلى 450 من المواطنين الصالحين، وهم صالحون ـــ كما يقول أوسكار وايلد ـــ لأنهم لم يقعوا بعد في قبضة البوليس.
الجريدة الرسمية