رئيس التحرير
عصام كامل

ممدوح الليثي يكتب: عسكر وحرامية

ممدوح الليثى
ممدوح الليثى

في مجلة روز اليوسف عام 1966 كتب السيناريست ممدوح الليثى (ولد 1937 ورحل في يناير 2014) مقالا قال فيه: «جندى البوليس في كل مكان في العالم هو صديق المواطن، لكنه كان في مصر منذ عدة أعوام عدو المواطن وبعبع الأطفال ومصلحة ضرائب متحركة بالنسبة للباعة الجائلين».


وأضاف «وكان الناس يتداولون مثلا شعبيا انحدر من عهد الوالى محمد على، وكان المثل قاسيا ورهيبا لكنه على أية حال كان تعبيرا عن حقيقة الأمر في ذلك الوقت، يقول المثل (لو كان صباعك عسكريا اقطعه) وقد بذل المسئولون بعد الثورة جهودا بالغة لتنقية الجو بين البوليس والمواطن وإشاعة الثقة والمحبة بينهما».

نظمت الدولة الدراسات لعساكر البوليس وطعمتهم أيضا بعناصر متعلمة، وأصبح لدينا بعد أعوام جندى مرور يعطل مرور السيارات الفارهة من أجل عبور طفل صغير للطريق بعد أن كان في الماضى لا يخشى شيئا في الوجود إلا أبو رجل مسلوخة والعسكري أبو عين حمرا.

ومنذ ثلاثة أعوام اقترح بعض المسئولين في وزارة الداخلية إقامة وتنظيم أسبوع للأمن مثل أسبوع النظافة وأسبوع المطافئ يتولى فيه المواطنون حراسة أنفسهم وتنظيم المرور ومنع الحوادث والقبض على اللصوص والنشالين والمحتالين.

لكن هذا الاقتراح لم ير النور بعد أن شعرت الوزارة بأن جيش النشالين واللصوص أخذ يحتشد وينظم صفوفه لكى يجعل من أسبوع الأمن أسبوعا للفوضى واختلال النظام.

مهمة رجل البوليس هي أشق مهنة في العالم، والعلاقة بينه وبين المواطن دقيقة وشائكة، فهو لا يتعامل مع لصوص فقط، ولا مع إشراف فقط لكنه يتعامل مع الجميع، ومطلوب منه أن يفرق بين هؤلاء وهؤلاء، وأى خطأ في تقديره للموقف قد يسبب أضرارا لا حد لها.

ويؤكد رجل البوليس دائما أن الجهة الوحيدة التي يمكنها الكشف عن أسرار أي جريمة هي الجمهور نفسه، فالفاعل سواء كان لصا أو قاتلا من الجمهور ولا بد من وجود من يعرفه، ولو تطوع هذا الذي يعرف الحقيقة ليكشفها للبوليس لانخفضت نسبة الحوادث وربما انعدمت.
الجريدة الرسمية