رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة القومية وأزمتها!


تجدد الحديث مرة أخرى عن أزمة الصحافة القومية بمناسبة انتخابات نقابة الصحفيين، وتصريحات المتحدث باسم الحكومة التي أشار فيها إلى إمكانية استغلال مبنى دار المعارف كفندق على النيل، وقد انقسمت وتعددت الآراء والرؤى حول تلك الأزمة وسبيل العلاج الضروري لها.


وأيا كان الخلاف في هذه الرؤى، فإنه لا يمكن لأحد من الصحفيين العاملين في المؤسسات الصحفية القومية إنكار أن هناك أزمة حادة جدا تعانى منها الصحافة القومية، وهى أزمة ليست مالية فقط، وإنما هي أزمة ثلاثية الأبعاد مهنية وإدارية مع المالية، وهذه الأزمة استفحلت خلال السنوات الأخيرة، وجعلت كل المؤسسات الصحفية، كبيرها وصغيرها، تعتمد الآن على الدعم المالي المستمر والمتزايد من الحكومة، وصارت أرقام هذا الدعم خيالية.

كما أن توزيع كل إصدارات هذه المؤسسات تراجعت بشكل مخيف، حتى صارت هناك إصدارات لا توزع سوى عشرات من الأعداد، كما افتقدت هذه المؤسسات القيادة الرشيدة عندما استسهلت إداراتها مطالبة الحكومة بدفع مزيد من الدعم المالى لها، ولدينا الآن مؤسسات تعتمد في تدبير مرتبات العاملين بها على ما تحصل عليه من وزارة المالية عبر الهيئة الوطنية للصحافة، وفى ذات الوقت لا تتوقف عن تعيين المزيد من العاملين، رغم أن كل المؤسسات الصحفية القومية لديها من العاملين ما يزيد كثيرا عن حاجتها!

وهكذا الأزمة تحتاج لحزمة من الحلول تنفذ بشجاعة في وقت واحد.. حلول مهنية وإدارية وأيضًا مالية.. باختصار الوضع الراهن في المؤسسات الصحفية القومية يحتاج الآن لمصلحة العاملين فيها، وليس فقط لتخفيف العبء على الحكومة التي تدعمها ماليا، يحتاج لجراحة شاملة وكبيرة.. ولا سبيل آخر غير ذلك لتتخلص الصحافة القومية من أزمتها ثلاثية الأبعاد.
الجريدة الرسمية