رئيس التحرير
عصام كامل

الصحفيون.. وهذا الإقبال الضعيف!


كما كان منتظرًا تأجلت انتخابات الصحفيين إلى يوم 15 مارس الحالي، لعدم اكتمال النصاب القانوني لها، وضعف الإقبال بشكل ملحوظ، خاصة من شيوخ المهنة والشباب أيضًا لأسباب عدة، منها انحدار الخدمات التي تؤديها النقابة للأعضاء المقيدين بها، وأيضًا فإن الذين ترشحوا معظمهم لم يكن لهم تاريخ أو دور أو أسماء لامعة ذات خبرة وكفاءة صحفية. 


حتى القدامى الذين ترشحوا وكانوا أعضاء بالمجلس الحالي لم يقدموا أي جديد، وكانوا عالة أكثر من قيمة مضافة، لذلك هناك حيرة كبيرة بين الجماعة الصحفية في عملية الاختيار، وربما لعدم اقتناع ببرامج المرشحين.

كثيرة هي تحديات المهنة ومشكلات أبنائها الذين كادت تعصف بهم الأحوال الاقتصادية القاسية، من غلاء في مستلزمات الطباعة، وتراجع في المقروئية وفي توزيع الصحف ومواردها من الإعلانات وغيرها، وضعف أجور الصحفيين التي لم تعد قادرة على الصمود في مواجهة هذا الغلاء، ناهيك عما أصاب الصحافة من تراجع مهني، وكثرة الدخلاء عليها الذين تضاعفت أعدادهم بعد أحداث يناير بصورة كبيرة فاقت احتياجات المؤسسات الصحفية، وخصوصًا القومية التي تصارع للبقاء. 

وهو الأمر الذي اضطر الحكومة للتدخل مرارًا لإقالتها من عثراتها المالية حتى تستمر في أداء دورها التاريخي، كصمام أمان للمجتمع وللدولة بحسبانها أهم روافد الأمن القومي، وهو ما يطرح السؤال: إلى متى يظل هذا الوضع غير المريح للحكومة ولا للعاملين بتلك المؤسسات؟!

مهمة النقيب القادم ومجلسه لن تكون نزهة سهلة، بل مهمة ثقيلة تحتاج لروح قتالية وهمة عالية ورؤية نافذة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مهنة عريقة دار بها الزمان، فتحول بها البعض من رسالة تنوير وتثقيف وضبط لتوجهات المجتمع وبوصلة للرأي العام إلى مجرد أكل عيش لكثيرين وسبوبة للبعض.
الجريدة الرسمية