عبد العال من الأردن: مهما طال الزمن ستظل فلسطين عربية والقدس عاصمتها
قال الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، إن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها القدس، هي القضية الأم والمدخل الرئيس لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمى في المنطقة، إذا تم تسويتها بصورة عادلة ونهائية، وهو ما لن يتحقق إلا بتوافر إرادة سياسية حقيقية وتضافر حقيقى لجهود المجتمع الدولى، لوضع حد طال انتظاره لهذا الصراع، وفقًا للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالًا لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك في إطار مشاركة "عبدالعال" في المؤتمر رقم 29 للاتحاد البرلماني العربي الذي تستضيفه المملكة الأردنية الهاشمية يومي 3 و4 مارس 2019، تحت عنوان "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".
وألقى الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب كلمة حول الموضوع الرئيسي المطروح للنقاش خلال المؤتمر والمتعلق بالقدس، أكد فيها أهمية تحقيق تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ومخالفة قرار الإدارة الأمريكية حول القدس لكل الأعراف والقوانين الدولية، وأنه ليس منشئًا لأية آثار قانونية أو سياسية، باعتبار أن القدس أرض محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وأوضح أن قرار الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يمثل خرقًا وتحديًا غير مسبوق لكافة الأعراف والقوانين والقرارات الدولية المتعلقة بالوضع القانونى للقدس. لذلك، رفضنا جميعًا هذا القرار منذ البداية ولا نعتبره منشئًا لأية آثار قانونية أو سياسية، فالقدس أرض محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، متابعا: "هذه حقيقة تاريخية وقانونية، تدعمها قرارات صادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ولا يمكن تغيير هذه الحقيقة إلا بانتهاء واقع الاحتلال. وليس من حق أي طرف، أن يتصور أن بإمكانه القفز على مبادئ وأحكام القانون الدولى والحقوق التاريخية، ليضفى الشرعية على اغتصاب الأرض والحق.
وتابع عبد العال: "لم يعد هناك مجال لإضاعة الوقت في سجال بشأن حقوق الشعب الفلسطينى، فالمطلوب هو توفر الإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات وإنجاز التسوية وفقًا لمرجعيات الحل العادل ومحددات التسوية النهائية، وتمكن المجتمع الدولى من خلال الأمم المتحدة من وضع محددات قانونية للتعامل مع هذه القضية منذ أن قررت إنشاء دولتين على أرض فلسطين وفقًا للقرار رقم 181"، متابعا: "لقد التزمت مصر، من منطلق مسئوليتها التاريخية، بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى، وبذلت في سبيل ذلك –ولا تزال– كل غالٍ ونفيس، وستستمر في الدفاع عن هذه الحقوق بكل صلابة وقوة، وستكون دائمًا في طليعة كل تحرك عربى أو إقليمى أو دولى لدعم وتثبيت هذه الحقوق، وإبطال أي محاولة للالتفاف عليها.
وكرر عبد العال النداء الذي وجهه الرئيس عبد الفتاح السيسي للعالم أجمع خلال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضى، حين قال: "إن يد العرب لا تزال ممدودة بالسلام، وشعوبنا تستحق أن تطوى هذه الصفحة المحزنة من تاريخها"، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأساسية التي نناقشها اليوم في مؤتمرنا هذا، واتخذنا قرارًا لأن تكون عنوان مؤتمرنا هذا بسبب القرار الأرعن الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بشأن القدس، هذا القرار الذي تنكر لكل مبادئ القانون الدولي، عديم الأثر تمامًا من الناحية القانونية، ولن نعتد به على الإطلاق، ولن يكسر إرادتنا لعدم الدفاع عن القضية الفلسطينية وعن القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.
وذكر عبد العال: "هذه الأرض العزيزة علينا دفع العرب الغالي والنفيس من أجل تحريرها... ونحن في مصر ومعنا الأمة العربية خُضنا حروبًا كثيرة من أجل القضية الفلسطينية. وكانت المأساة في سنة 1967، حيث اُحتلت العديد من الأراضي الفلسطينية. ولكن هذا الاحتلال يظل احتلال، ويد غاصبة لأرض عربية.... والاحتلال مهما طال أمده لا يمكن أن يؤدي إلى ضياع الحق...فنحن ما نزال نكافح، وما زلنا نمد يدنا في كافة المحال الدولية من أجل سلام عادل يقوم على حل الدولتين... دولة فلسطينية عاصمتها القدس ودولة آخر إسرائيلية، بحيث يكون هناك دولتان يعيشان جنبًا إلى جنب.. هذا هو الحل الوحيد الذي يمكن أن نقبل به، ولا يمكن أن نقبل بديل عنه".
وواصل رئيس البرلمان: "وفق هذا المنطلق اتخذنا كما ذكرت عنوان هذا المؤتمر "القدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية"، واتفقنا في اجتماعنا التشاوري بالأمس أن يكون هذا الموضوع هو الوحيد على جدول الأعمال.. وربما نختلف كعرب في كثير من القضايا، وهذا هو حالنا للأسف الشديد، ولكننا اتفقنا على قضية العرب الأولى: قضية فلسطين والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية... أتينا إلى هنا منفتحين، ومنفتحة عقولنا، وصافية قلوبنا، ولدينا عزيمة قوية بأن نخرج بقرار موحد.. ليس قرارا يعتمد على الأقوال، وإنما قرار يذهب إلى تفعيل هذه الأقوال إلى واقع عملي".
وأوضح قائلا: "لن نكتفي بهذا القرار هنا، وإنما سنشكل مجموعات عمل تذهب إلى كل المحافل الدولية، ويكون شاغلها الوحيد هي القضية الفلسطينية والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، لتوعية كل شعوب العالم بأن هذا القرار الأرعن الذي اتخذته الإدارة الأمريكية باعتبار القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، قرار جائر..... قرار اعتدى على حقوق شعب ما يزال يقاتل حتى الآن... ونحن نرى الأطفال الفلسطينيين سلاحهم الحجارة أمام جيش مُزود بكافة الأسلحة... ليس من دولة واحدة يتم تزويده بهذه الأسلحة ولكن من الكثير من الدول.. فنرى طفل معه حجارة وجيش جرار بالأسلحة الحديثة. ومع ذلك، فإن إرادة هؤلاء الأطفال هي محل تقدير وملحمة يراهما الجميع صباحًا ومساءً... هذه الملحمة تؤكد حيوية الشعب الفلسطيني الذي يجب أن نقدم له كل العون والتقدير.
واختتم عبد العال كلمته: "مهما طال الزمن، ستظل فلسطين دولة عربية على الأراضي المحتلة عام 1967 والقدس عاصمة لها... هذا هو الحل الوحيد الذي يقبل به العالم العربي وأتمنى أن نكون جميعًا يدا واحدة من أجل الدولة الفلسطينية... من أجل القدس عاصمة لها".