«مسلم ومسيحي في الهم والحزن واحد».. 6 مشاهد في توديع مكاريوس ضحية حادث محطة مصر بقنا
شهدت محافظة قنا، اليوم الأحد، مراسم تشييع جثمان الشهيد مكاريوس راضي وديد، أحد ضحايا حادث قطار محطة مصر، من كنيسة ماريوحنا بمدينة نجع حمادي، شمال المحافظة، بحضور اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية، وسط صراخ وعويل أهالي الضحية، وترأس الصلاة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، وجاء ذلك بعد أن تسلمت أسرته الجثمان من مشرحة زينهم عقب انتهاء تحليل «DNA» وإنهاء كافة الإجراءات.
وقدم محافظ قنا، واللواء ماجد السيد رئيس مدينة نجع حمادي والنائب ماجد طوبيا، عضو مجلس النواب بنجع حمادي وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية، واجب العزاء لأسرة الشهيد مكاريوس راضي وديد الذي راح ضحية حادث محطة مصر.
وشهدت الجنازة حضور العديد من مسلمي المركز الجنازة وكانت من أبرز المشاهد التي تصدرت المشهد في الصفوف الأمامية تواجد عدد من المحجبات صلاة الجنازة والجميع كان يردد «كلنا واحد.. همنا وحزننا واحد يا مصريين».
فيم شهد خروج الجثمان من الكنيسة تزاحم وتدافع الجميع لحمله إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة بقرية "هو" بمركز نجع حمادي، وكانت مشاهد الحزن والبكاء على الجميع الذين شهدوا بطبية مكاريوس الذي كان يتمتع بشخصية محبوبة بين المسلمين والمسيحيين.
وانهار أصدقاء الشهيد، الذين لم يتحملوا مشهد النعش واقفين خارج الكنيسة وآخرون سقطوا على الأرض حزنًا عليه وعلى فراقه قائلين: «وإنها على المحطة ولم نكن نعرف أنه الواد الأخير يا مكاريوس».
وانهارت والدة الشهيد ودخلت في نوبة بكاء هستيري ووالده وشقيقيها، وظلت الأم تردد كلمات مقاطعة الأنبا كيرلس أثناء الصلاة وهي تقول: «ده يا سيدنا من أسرة فقيرة.. طلعت أنا وابوه على المعاش اخدنا 50 ألف.. ودخلناه كلية هندسة عين شمس.. ورتب أموره وكان رايح الإمارات علشان يكون نفسه.. يعني روحته الإمارات زي طلعته في الصندوق من الكنيسة دلوقتي.. وانا حروح بلاه.. انا على القهر ياسيدنا.. واحد رايح ياكل عيش يضربه الإرهاب.. يحرقه بالنار».
ورد الأنبا كيرلس، قائلًا: «قضاء ربنا ومنقدرش نقول غير أنه مكاريوس في السماء دلوقتي»، مطالبًا الحاضرين بالدعاء لمكاريوس والصبر للأم المكلومة التي فقدت قطعة منها.
يذكر أن التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة العامة في حادث حريق محطة مصر، أكدت أن الجرار المتسبب في الحادث، مهمته سحب القطارات عقب نهاية رحلتها ووصولها إلى رمسيس، لصيانتها وإعادتها إلى وحدتها.
وكان جرار قطار انطلق من ورش الشرابية، بدون سائق واصطدم في رصيف رقم 6 بمحطة رمسيس، مما أدى إلى تفجير تانك السولار، واندلاع حريق هائل، أدى إلى وفاة 22 مواطنا وإصابة 41 آخرين.