رئيس التحرير
عصام كامل

صاحبة الجلالة التي كانت!


لا حاجة للقول إن إصلاح ملف الصحافة خاصة والإعلام بصفة عامة بات فريضة لا يمكن تأجيلها أو تسويفها مهما تكن المبررات؛ فقد ابتليت صاحبة الجلالة بأعداد غفيرة لم تكن- كما قلت- في حاجة إليها، وهي كثرة صارت وبالًا عليها؛ ذلك أن كثيرًا منهم يفتقد ما يلزم من الخبرات والتدريب..


وربما يفتقد بعضهم للوازع الأخلاقي نتيجة المحسوبية والانتهازية والأبواب الخلفية التي تسلل منها هؤلاء الدخلاء إلى بلاط صاحبة الجلالة، ناهيك عن تراجع قيمها الأصيلة تراجعًا ملحوظًا تحت أقدام المنافسة الشرسة، وتسارع التطور التقني الهائل لوسائل الإعلام، ولاسيما السوشيال ميديا التي هبت رياحها العاصفة فأطفأت كثيرًا من وهج الصحافة وتفردها.

ويحدونا أمل عريض أن تكون تنقية الجداول من هؤلاء الدخلاء ومنع تسلل أعداد أخرى في المستقبل بالطريقة ذاتها على رأس أولويات النقيب القادم ومجلسه.. كما نرجو أن يتم وضع ضوابط جديدة لسد الأبواب الخلفية ووقف هذا التنامي المفرط والعشوائي في جسد الجماعة الصحفية المترهل أصلًا..

وأن تتنادى النقابة والجهات المعنية لإدارة حوار مجتمعي لوضع كود أخلاقي للمهنة، يتواكب مع مستجدات العصر وتقنياته، ويستلهم من تجارب النجاح حولنا روحها حتى ينهض بالصحافة وينقذها من انهيار متوقع إذا ما سارت على الدرب ذاته، ويضعها من جديد على طريق العودة لأمجادها وأدوارها التنويرية الرائدة كقاطرة للوعي العام ونافذة للرأي الموضوعي الملتزم بقضايا الأمة والوطن.
الجريدة الرسمية