سعادة الحكومة وحكومة السعادة..هل تنجح وزارة هالة السعيد في إسعاد الموظفين وترسيخ روح الابتكار لديهم..الرضا الوظيفي وتحسين الرواتب ضرورة.. والإشراك في اتخاذ القرار ترسيخ لـ«الفرحة والقناعة»
أعلنت وزارة التخطيط في الآونة الأخيرة عن إطلاق مجموعة برامج إدارية لكوادر الإدارة العليا والوسطى بالجهاز الإدارى للدولة، ترتكز في تدريبهم على الابتكار والسعادة والإيجابية في العمل الحكومي، والتأثير والتواصل مع فريق العمل، ومن المقرر أن يتم تنفيذ هذه البرامج بالتعاون مع دولة الإمارات، وذلك تنفيذًا لرؤية مصر 2030، والتي تستهدف رفع كفاءة الجهاز الإدارى للدولة والعاملين به.. فهل تنجح وزارة هالة السعيد في تحقيق السعادة لملايين الموظفين والعمال الذين يعانون ظروفًا صعبة ولو بدرجات متفاوتة أم أن تلك السعادة ستكون حصريًا على فئة محدودة جدا دون غيرهم؟!
الرضا الوظيفي
وفى هذا الصدد، وعن مدى نجاح الحكومة المصرية في خلق السعادة لدى موظفيها والعاملين بها، يقول الدكتور وائل الكميلي الخبير الدولى للتنمية البشرية: إن الأمر ممكن في حالة تنفيذه بشكل جدى، وأوضح أن سعادة الموظف في الأساس ترتبط بالرضا الوظيفي، ويُقصد به الرضا الذي يشعر به الموظف تجاه مهنته والمؤسسة التي يعمل بها وراتبه، موضحًا أنه كلما ارتفع هذا الرضا الوظيفي ارتفع مستوى سعادة الموظف، وبالتالي ينعكس الأمر على زيادة الإنتاج، وتتحسن أيضًا تعاملاته مع العملاء سواء أكانوا أفرادا أو مؤسسات.
وأكد الكميلي أن الحكومة المصرية يمكنها خلق السعادة لدى موظفيها في ظل قسوة الظروف الاقتصادية وضعف الرواتب من خلال إجراء تكميلي يجعل الموظف يتغاضى عن راتبه، ويرتكز هذا الإجراء على شعور الموظف بأنه ينتمى للمؤسسة التي يعمل بها بإشراكه في صنع القرار وإدارة المؤسسة ككل، وذلك من خلال الحرص على عقد اجتماعات دورية، وتوفير بعض الجوانب الترفيهية، وتنظيم جلسات عصف ذهنى وندوات، فضلًا عن الاهتمام برأى الموظفين، وتعزيز شعورهم بأن قيمتهم كبيرة لدى مؤسستهم.
وبكل ما سبق يمكن للحكومة خلق السعادة لدى موظفيها وتنمية روح الابتكار لديهم، وبطبيعة الحال تنعكس نتيجة كل هذه الأمور بصورة إيجابية على حجم إنتاج الموظفين، وعلق الكميلي على نية وزارة التخطيط تدريب الموظفين على السعادة والابتكار بضرورة أن تكون لكل وزارة من الوزارات المصرية برنامج تدريبي خاص وفقًا لاحتياجات موظفيها.
القناعة
أما الدكتورة بسمة سليم خبيرة التنمية البشرية فقد أكدت أن خلق السعادة بداخل موظفى الحكومة المصرية يتوقف على أن يكون الموظفون أنفسهم لديهم قناعة واستعداد نفسي لهذا الأمر، وعن كيفية خلق الحكومة السعادة لدى موظفيها من خلال برامج تدريبية في ظل الظروف النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الموظفون، أكدت أنه يجب في هذا الصدد التركيز على تنمية مهارات التواصل لدى الموظفين وصياغة عبارات تأكيدية عن معنى السعادة بداخل هذه المهارات، والتركيز على تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع الضغوط التي يتعرضون لها سواء داخل العمل أو خارجه، أكثر من التركيز على فكرة أن يكونوا سعداء أو متفائلين خاصة في ظل الظروف التي يعيشونها، والتي تُصبح معها السعادة رفاهية.
وفى اعتقادها سيكون الموظفون بهذه المهارات السابق ذكرها قادرين على حل مشكلاتهم والصعاب التي تواجههم، وستقل نسبة الطاقة السلبية المحيطة بهم في العمل، أما في حالة تفاقم هذه المشكلات فيجب أن يتم الأخذ برأى المتخصصين، وشددت بسمة على ضرورة تعزيز قيمة الرضا بداخل الموظفين خاصة أنها ستقودهم أيضًا إلى السعادة، فضلًا عن أنها من صميم الدين، ويتضح ذلك في قوله تعالى "ولسوف يُعطيك ربك فترضى"، وهو ما شدد عليه أيضًا الدكتور كمال نعيم أستاذ الموارد البشرية، حيث أكد أن الحكومة المصرية ستكون قادرة على خلق السعادة في نفوس موظفيها من خلال بناء قناعات التفاؤل والرضا في نفوسهم، خاصة أن الرضا في اعتقاده هو قمة السعادة التي يؤمن أنها لا تنحصر فقط في المال والمنصب.
وأشار إلى أن الحكومة يمكنها تحقيق مبتغاها في تعزيز السعادة لدى موظفيها من خلال تطبيق برامج التنمية البشرية القائمة على مادة علمية مناسبة لطبيعة هؤلاء الموظفين وتنفيذها على يد متخصصين، وأوضح نعيم أن تعزيز الشعور بالسعادة داخل الموظفين بالحكومة وسيطرة الأجواء الإيجابية على العمل بداخل الوزارات المختلفة في الدولة المصرية ستنعكس إيجابيًا بطبيعة الحال على الإنتاج وحجمه، ومن ثمَّ على الدولة بأكملها.
"نقلا عن العدد الورقي..."