رئيس التحرير
عصام كامل

لكِ الله يا مصر!


منذ أمس ومواقع التواصل الاجتماعى تتحدث وكان قرارا قد صدر بالفعل يقضى بتعيين اللواء كامل الوزيرى وزيرا جديدا للنقل، وتأكيدا لذلك أضاف مروجو هذه المعلومة أنه تم تعيين بديل للواء الوزيرى في موقعه العسكري الحالي.. وهذا أمر ليس بجديد فخلال السنوات السابقة، ومواقع التواصل الاجتماعي تتناول العديد من المعلومات غير الصحيحة والأخبار الكاذبة، ويتم ذلك بجسارة غريبة يحسد مروجو هذه المعلومات والأخبار غير الصحيحة عليها! 


وحتى بعد أن يثبت ويتأكد كذب وعدم صحة هذه الأخبار لا يكلف أحد نفسه بالاعتذار أو يتوارى قليلا خجلا، بل إنهم ينطلقون في ترديد أكاذيب جديدة بنفس الهمة والنشاط، ولا يكلون أو يملون، والأهم لا يخجلون.

لكن اللافت للانتباه أن الأمر لم يقتصر هذه المرة على الترويج لأمر لم يحدث، وهو تعيين اللواء الوزيري وزيرا جديدا للنقل، وإنما شمل انخراط كثيرين ممن ينتمون إلى النخبة السياسية والثقافية في التعليق والتعقيب على ذلك، قبل أن يمنحوا أنفسهم فرصة التحقق من صحة هذا الخبر.. وهذا شيء خطير..

لأن معناه أن لدى نخبتنا الثقافية والسياسية استعدادا لأن يتم توجيهها عن بعد من خلال ترويج الأكاذيب والمعلومات غير الصحيحة والمغلوطة.. فهى لا تفرق بين الصادق والكاذب، أو بين الغث والسمين وتنطلق في اتخاذ مواقف أراد آخرون لها أن تتخذها.. إنها لا تفكر للأسف في الطريق الذي يتعين عليها أن تسلكه قبل أن تشرع في السير فيه، وإنما هي تدفع دفعا من قبل آخرين أن تسلك الطريق الذي يتم توجيهها فيه.

تلك هي مأساة وأزمة نخبتنا الثقافية والسياسية، إنها مفعول بها، وليست فاعلا، ولذلك تستخدم للأسف الشديد من قبل الشبكات الإلكترونية الإخوانية كما يشاء ويرغب الإخوان.. لقد أطلق الشارع المصرى على أعضاء جماعة الإخوان وصف الخرفان لأنهم ينفذون تعليمات قادتهم وأمرائهم بدون تفكير، ولكن يبدو أننا لدينا خرفانا آخرين داخل الحلبة الثقافية والسياسية المصرية غير الإخوان، منهم اليسارى ومنهم الناصرى، ومنهم الليبرالي والعلماني.. ولكِ الله يا مصر.
الجريدة الرسمية