رئيس التحرير
عصام كامل

حذرت من فشل وزير النقل.. ولكن!


حسبنا الله ونعم الوكيل، نقولها عندما تطالعنا اخبار الصباح بصور شهداء جدد في طابور يزداد طولا كل يوم، في نفس توقيت حادث الإسكندرية الأليم الذي وقع العام الماضى، وذهب ضحيته ستون مواطنا منهم خمسة عشر شهيدا وخمسة وأربعين مصابا، حدثت جريمة جديدة في حق أبناء الوطن عندما احترق ثلاثة وعشرين شهيدا وأصيب أكثر من أربعين آخرين، وكأن الموت يحصد الشهداء إن لم يكن في مواجهة الإرهاب، فحوادث القطارات والطرق بديل جاهز.


أولا: المتتبع ما أكتبه منذ عام ونصف العام سيدرك بسهولة كم من المرات التي أشرنا إلى فشل وزير النقل في إدارته لأحد أهم مرافق الدولة، والتي تخدم يوميا عشرات الملايين من المواطنين، وأشرنا أنه لا هم له سوى رفع قيمة ثمن التذاكر في كافة وسائل النقل، بحجة التطوير وإنقاذ الوضع المتردى، وللأسف رفع قيمة ثمن التذاكر ولم يطور شيئا، وجميع التعاقدات التي أبرمت والتي سيبدأ استلامها في عام 2020 ممولة بقروض أجنبية.. بل هناك تعاقدات مشبوهة كتبنا عنها في حينها!

ثانيا: عندما استعرض الوزير الفاشل أمام الرئيس السيسي والرأى العام خطة تطوير منظومة النقل، لم يتحدث عن تطوير أهم عناصر أي تطوير العنصر البشرى، وكتبت هذه الملاحظة، لأن استبدال قطار قديم بآخر جديد ليس تطويرا، ولكن التطوير الحقيقى يأتى من خلال أداء العنصر البشرى.

سقط وزير النقل الفاشل لأنه ذهب للمظهرية والشو الإعلامي فقط، يذهب لمترو مصر الجديدة ليلا، وفى يوم أجازة في زيارة مفاجئة، ويركب المترو ويتصور، وجميع المشاريع التي افتتحت في عهده الميمون كانت قديمة، ولم يقدم مشروعا واحدا سوى تصريحاته المستفزة للبسطاء!.

ثالثا: أصغر موظف في أي موقع يدرك جيدا ما إذا كان الوزير قوى الشخصية أم لا، بعد حادثة الإسكندرية التي حدثت منذ عام بالضبط ماذا فعل الوزير؟ لا شىء.. وكانت فضيحة عندما نشرت صورته وهو يقيس المسافة بين قضبان القطار بالشبر، لم يهتم بانضباط المنظومة ولا بتطويرها وبالتالى سارت الأمور بحيث أدت إلى تكرار الكارثة في عهده.

رابعا: أعتقد أنه بعد إقالة وزير النقل بعد هذه الكارثة، التي ربما لا يدرك البعض حجمها، أنها في قلب القاهرة وتحت الحماية والإدارة وكل شىء، فما بالنا ماذا يحدث بعيدا عن العيون من إهمال لا نعرفه إلا مع شلالات الدماء التي تغرق قلوبنا قبل وجوهنا!

خامسا: أشرنا إلى أن هشام الشريف اختيار خاطئ للحكم المحلى، وتغير مع أول تعديل وزارى، أشرنا إلى أن اختيار خالد عبد العزيز وزيرا للرياضة والشباب كارثة منذ أول اختيار، وثبتت صحة رؤيتنا، وينضم لهم وزير النقل وأعتقد هناك أيضا وزراء ينتظرون خروجهم من الوزارة، ويحصلون مكافأة فشلهم 33 ألف جنيه معاش وزير!

الأهم أن ما نكتبه يذهب أدراج الرياح، فلا أحد يهتم، ولا حد يقيم إلا بعد فوات الأوان وخراب مالطة، حذرنا من فشل وزير الشباب والرياضة لمدة خمسة أعوام، وحذرنا من فشل وزير النقل منذ عام ونصف العام ولكن لا حياة لمن تنادى، هل نتعلم!؟

لا أعتقد أننا سنتعلم طالما سدنة الفساد في كل مكان، يا شهداء مصر.. دماؤكم في رقبة الفاشلين، وهنيئا لكم الجنة برحمة الله... وتحيا مصر بدماء شهدائها الطيبين.. تحيا مصر بدعوات أهلها المحرومين.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.
الجريدة الرسمية