كامل الشناوي يكتب: الصحافة ثورة اجتماعية

الرئيس جمال عبد الناصر قال إن ثورة 23 يوليو هي ثورة على فساد الأوضاع مما يعنى أن الثورة كانت ثورة اجتماعية.

وفي مجلة "المجتمع العربى" عام 1959 وفى استطلاع لرأي الكتاب حول رسالة الصحافة قال الكاتب الصحفى كامل الشناوى رئيس تحرير جريدة الجمهورية:

الصحافة المثيرة ناجحة إلى أبعد الحدود.. لكن ما هي الإثارة؟ هل الإثارة في تضخيم العناوين أو التهويل في سرد الخبر الذي لا يستحق التهويل أو لا يستحق مجرد السرد.

الاثارة في رأيي هي تنبيه القارئ إلى خبر هام انفردت به الصحيفة، وما دامت الإثارة ناجحة فلا يمكن أن تفشل الصحيفة.

أما الاثارة المصطنعة القائمة على التحايل وخداع القارئ فإنها قد تنجح يوما، ولكنها تفشل دائما.

أما السبق الصحفى فلا يكون إلا بتحقيق هدف الصحيفة، فلا تعارض بين السبق والهدف، ومن ثم فلا تفاضل بينهما، وإذا كان المقصود بالسبق الصحفى المسارعة إلى نشر خبر يضر بالمصلحة العامة.. فهذا ليس سبقا صحفيا وبهذه الصفة يعد جريمة يعاقب عليها القانون.

أن لصحافتنا أهدافا اجتماعية تعمل على تحقيقها، وفي مقدمة هذه الأهداف معالجة المشكلات المتعلقة بالعمل والعادات والتقاليد والهوايات وتوجيه الشباب وجهة تتلاءم مع مجتمعنا الذي ينبغى أن يقوم على الخير والثقافة والتعاون بين الأفراد والطبقات.

لكن قصرت الصحافة في النهوض بهذه الرسالة، فهى اعتنت بأشياء ووضعتها في المقدمة، بينما قصرت في أشياء هامة كان المفروض أن تكون لها الأسبقية.

وإذا كانت الصحافة قد أهملت هذا عمدا أو مصادفة فالقارئ هو الذي يملك أن يوجهها كما ينبغى أن تكون، وليس هذا الكلام مبالغة، فالفيلم السيء يعرض عنه المتفرجون، والصحيفة السيئة يعرض عنها القراء فتموت، ورغم كل ذلك فأنا متفائل بالقارئ الجديد المتطور.