الإهمال حليف الإرهاب!
أصوات عديدة ارتفعت تنبه إلى أن حادث محطة مصر هو حادث مدبر وبأحكام، بحيث يبدو أنه ناجم عن إهمال وتقاعس وعدم إحساس بالمسئولية ولامبالاة بأرواح الناس الذين يستخدمون القطارات.. ولدى أصحاب هذه الأصوات من الشواهد الكثير، ربما كان الصارخ منها ما قاله سائق الجرار الذي تسبب في الكارثة، واللامبالاة التي ظهر عليها أثناء اللقاء التليفزيوني الذي اجرى معه، فضلا عن بعض الأمور الفنية التي تحتاج من النيابة لتفسيرها والوقوف على مدى صحتها.
ورغم أننى لا أستبعد أن يقوم الإخوان بجريمة بشعة مثل هذه التي شهدتها محطة مصر، إلا أننى لا أستطيع أن أغض البصر عن الإهمال البين والصارخ الذي كشفته هذه الكارثة.. فقد كشفت ملابسات الحادث عن افتقاد المحطة أي سبل وآليات لمواجهة ماحدث، ناهيك عن فوضى العمل داخل الهيئة، وافتقاد الرقابة على السائقين والعاملين، فضلا عن عدم وجود وسائل لإطفاء الحرائق ومنع انتشارها، رغم أن الآلاف يرتادونها يوميا.
ولذلك حتى لو ثبت من تحقيقات النيابة أن الحادث مدبر وراءه عمل إرهابي، فإننا لا نستطيع أن نغمض أعيننا عن ذلك الإهمال الجسيم في مرفق مهم من مرافقنا، وهو ما يتعين أن نواجهه وبحزم حماية لأرواح الناس.. ولا ننسى أن أكبر حليف للإرهاب هو الإهمال.