رئيس التحرير
عصام كامل

الهيئة الإنجيلية.. مشروعات وبرامج لخدمة المجتمع

الهيئة القبطية الإنجيلية
الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم لقاء عن تنمية المرأة الريفية

تخدم الهيئة القبطية الإنجيلية، أكثر من مليوني شخص سنويا، والإنسان هو محور اهتمامها، التنمية البشرية والاجتماعية هي الدافع الأساسي من إنشاء الهيئة.


الهيئة الإنجيلية أسَّسها الدكتور القس صموئيل حبيب في عام 1950، وأُشهِرت بوزارة الشئون الاجتماعيَّة برقم 468، القاهرة، ولها أن تعمل في جميع محافظات الجمهورية.

ويعتبر الإنسان هو محور رسالة واهتمام الهيئة، ومن ثَمَّ فهي تسعى نحو تحسين نوعيَّة الحياة في المجتمعات المهمشة والفقيرة، ونشر القيم الإيجابيَّة في المجتمع كقيم المساواة والعدالة والمحبَّة والسلام وقبول الآخر والاستنارة الفكرية، والاهتمام بقضايا بعض الفئات كالمرأة والطفل والأشخاص ذوي الإعاقة، ومواجهة مشكلات التنمية ولاسيَّما في المجالات الاقتصادية وخاصةً مواجهة مشكلة البطالة، إضافةً إلى الخدمات التعليميَّة والصحيَّة والزراعيَّة،ونشر الوعي البيئيِّ وغيرها.

وتتبنى الهيئة برامج متميِّزة لنشر ثقافة الحوار بين الأفراد والمؤسَّسَات الاجتماعيَّة في مجالات مثل: قضايا الفكر الدينيِّ والمجتمع، إدارة التنوُّع، المجتمع المدنيّ وحقوق الإنسان.

وتقوم الهيئة بنشر الكتب والإنتاج السمعيِّ والبصريِّ، لمعاونة الفرد والمجتمع على الانفتاح والاستنارة الفكريَّة، وهكذا تتعدَّد أساليب عمل الهيئة من تنمية المجتمعات المحليَّة، إلى النشر، والحوار، وإقامة نماذج لبرامج تدريبيَّة ومؤسَّسات خدميَّة، منها مثلًا برنامج «الرعاية بالمحبة » لتدريب الشباب على رعاية المسنين المرضى في محال إقامتهم.

وتتعاون الهيئة في برامج للدعم والبناء المؤسسي من خلال تنمية القدرات والإمكانيَّات لمؤسَّسات وجمعيات أهليَّة، وتمكينها من القيام ببرامج تنمويَّة في مجتمعاتها، باستخدام الإمكانات المحدودة والمتاحة، مع تشجيع هذه الجمعيات على الابتكار ومواجهة التحديات بنجاح.

وتُعنَى الهيئة بإعداد وتدريب القيادات التطوعيَّة في المجتمعات التي تعمل بها والتي يصل عددها لنحو خمسة آلاف متطوِّع ومتطوِّعة، كما تُعنَى بإعداد كوادرها من خلال الدورات التدريبيَّة المستمرة والدراسات العليا في مصر والخارج، بالإضافة إلى تبادل الخبرات مع المؤسَّسات المماثلة.

وتعمل الهيئة بتعاون وتنسيق وتكامل، مع الأجهزة الشعبيَّة والتنفيذيَّة والدينيَّة في الجهات التي تعمل بها. وأيضًا مع العديد من الوزارات والجامعات ومراكز البحوث.

وطورت الهيئة أبرز برامجها، ويعتبر أهم ملامح النموذج التنموي الجديد هي زيادة قدرة الأفراد والمجموعات والمؤسسات والمجتمعات المحلية على مواجهة المشكلات والتغييرات الحالية والمتوقعة وذلك لمناهضة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة والعادلة والدامجة للجميع.

وبجانب استمرار الهيئة في عملها في التنمية المرتكزة على الحقوق تَتَبنَى منهجية عمل جديدة وهي التنمية المرتكزة على بناء المتانة والمرونة المجتمعية للأفراد، والمجموعات، والمؤسسات وذلك لمواجهة التغييرات والتحديات الحالية والمتوقعة لمحاربة الفقر وتحسين نوعية حياة الفئات المهمشة، وتحقيق التنمية المستدامة والعادلة.

وتؤمن الهيئة بأن التمويل متناهي الصغر واحد من آليات مكافحـة الفقـر والبطالة ووسيلة ومنهج للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لتمكين النشطاء اقتصاديًّا من الفئات الأكثر احتياجًا، ولا سيما النساء وخاصةً معيلات الأسر والشباب وذوي الإعاقة، لذا توسعت بالفروع لتصل إلى 30 فرعًا يخدم 400 مجتمع في محافظات قنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبني سويف والقاهرة الكبرى والمنوفية. وقد وصل عدد العملاء بالمحفظة النشطة بنهاية 2018 إلى 57820 عميلًا.

وفي هذا الإطار تعمل الهيئة على مساندة المبادرات الاقتصادية من مشروعاتٍ متناهية الصغر يقوم بها عملاؤها فأصدرت 228 ألف قرض، نسبة السيدات فيها تصل إلى 70%.

كما اهتمت الهيئة بالتوسع في التقنية الرقمية (digitization) لتوفير أكبر قدر من الشفافية مع عملائها ولتحقيق متطلباتهم بأعلى قدرٍ من الجودة والسرعة.

الخبرات السابقة للهيئة مكَّنتها من إعادة تنظيم مواردها والاعتماد عليها بشكل أكبر كخطوةٍ في اتجاه الاعتماد على ذاتها ماليًّا، مع عدم الإخلال برسالتها الأساسية لخدمة الفئات المهمشة والفقيرة بالمجتمع المصري.،وفى هذا الساق تَتَبنى الهيئة حاليًا من خلال هذه الإستراتيجية مشروعاتٍ في مجالات الصحة والزراعة.

في مجال الصحة، تمتلك الهيئة مستشفى حورس للعيون بمحافظة المنيا، وفي مجال الزراعة أنشأت الهيئة مركز الخدمات الزراعيَّة بقرية البرنسات بمحافظة المنيا، حيث يعمل المركز على تقديم حزم من الخدمات لصغار المزارعين التي يصعب عليهم الحصول عليها كما يندر توافرها من خلال مكان واحد.

ويقدم المركز خدماته بداية من عمل تحاليل للتربة لتوريد أجود أنواع البذور والأسمدة معلومة المصدر وبأسعار جيدة في متناول صغار المزارعين، كما يتم توفير الميكنة الزراعية والدعم الفني خلال جميع مراحل الزراعة من خلال استشاريين متخصصين، وتيسير تسويق المنتجات في مختلف الأسواق الأكثر ربحية، متضمنة شركات القطاع الخاص والتصنيع الزراعي.

كما يتم معاونة المزارعين لزيادة القيمة المضافة لمنتجاتهم من خلال مكون لفرز والتعبئة بالمركز والعائد من الخدمات المختلفة والقادم من رسوم الخدمات التي يقوم بدفعها المزارعين القادرين للاستفادة من خدمات المركز يَؤمن استمرارية المركز ويدعم الانتشار.

جدير بالذكر أن المركز حاليا يستهدف 6 محافظات هي المنيا وبني سويف والفيوم وسوهاج وأسيوط والقليوبية.

في الأعوام الثلاثة الأخيرة طور منتدى حوار الثقافات توجهاته واستراتيجيات عمله آخذًا في الاعتبار المتغيرات الثقافية والسياسية والاجتماعية ومتلاحمًا مع قضايا واهتمامات المجتمع المصري والإقليمي والدولي.
الجريدة الرسمية