رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الاستقالة لا تكفي!


قبل سبعة عشر عاما مضت، وفى شهر فبراير أيضا استقال المهندس إبراهيم الدميري وزير النقل الأسبق، بعد حادثة بشعة وكبيرة لقطار.. ومع ذلك لم تتوقف حوادث القطارات الكبيرة والبشعة التي سقط فيها ضحايا كثيرون من وقتها حتى الآن، رغم ما شهدته مصر من تطورات سياسية عاصفة.


فبعد الدميرى استقال نحو ثلاثة وزراء نقل آخرين.. معنى ذلك أن استقالة وزير النقل بعد حريق محطة مصر ليس حلا لمشكلة تدهور السكة الحديد، أو لا تكفى لحل هذه المشكلة المزمنة، والتي صارت مع مرور الوقت بمثابة المعضلة.

نعم الوزير-كما قال المتحدث باسم مجلس الوزراء- مسئول سياسيا، وعليه أن يتحمل مسئوليته، لكن بعد أن يتحمل هذه المسئولية ستبقى مشكلة السكة الحديد في مصر معضلة وبدون حل ناجح لها ما لم نكتفِ فقط بهذه الاستقالة، ونمضي في طريقنا بذات النهج الذي سرنا فيه خلال السنوات السبع عشرة السابقة في التصدي لحل هذه المشكلة.

نعم قد تفيد استقالة وزير النقل في امتصاص بعض غضب الرأي العام، وقد يعد رسالة للرأي العام بأننا بدأنا نهج المحاسبة السياسية للمسئولين.. لكن تظل مشكلة السكة الحديدية قائمة وستجلب لنا مزيدا من الحوادث البشعة.

ولذلك فإن حل هذه المشكلة جذريا يتجاوز كثيرا استقالة وزير النقل، ويحتاج إلى مراجعة خطط الحكومة، والبحث عن تدبير ما نحتاج إليه من أموال لتنفيذ خطة شاملة لإنقاذ هذا المرفق الحيوى والهام، ووقف نزيف الدم المستمر منذ نحو عقدين من الزمان.. ولتكن تلك هي مهمة وزير النقل الجديد الذي سيخلف المهندس هشام عرفات، خاصة أن هذه المشكلة المزمنة صارت تمثل نزيفا سياسيا أيضا لإدارة البلاد.
Advertisements
الجريدة الرسمية