رئيس التحرير
عصام كامل

الأمانات الثلاثة.. كيف يكون مقياس الدينونة في المسيحية؟

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

الدينونة.. اليوم الآخر.. كلها مسميات لما بعد الموت، يتطلع الإنسان دائما إلى هذا اليوم، في المسيحية هناك مقاييس للدينونة، حيث سيقف الجميع أمام الله، ويقدم كل منهم كشف حساب عن حياته، وما فعل في سنوات عمره.


السؤال.. كيف يكون مقياس الدينونة في المسيحية؟
وبحسب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فإن مقياس الدينونة هو الأمانة، أمانة الإنسان وهي كلمة ذات جاذبية والأمانة ليست في دائرة واحدة ولكن في دوائر كثيرة "كن أمينًا إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة"، هذه الآية نصفها على الأرض والآخر في السماء، وتأخذ قوتها من قائلها "السيد المسيح" أي كن أمينا على الأرض منذ صغرك حتى نهاية عمرك والنصف الثاني ساعطيك إكليل الحياة، وعندما قال هذه الآية لم يخصصها لأحد بل للكل، وكلمة "كن" بها صيغة التزام وتخصيص وتوجيه واستمرارية لنهاية الزمن.

وتتنوع دوائر الأمانة بين الأمانة الشخصية والأسرية والاجتماعية.

الأمانة الشخصية:
هي مسئولية الإنسان عن نفسه وتقتصر على الناحية الروحية أي توبته ونقاء قلبه والصوم، بالإضافة إلى النداء من أجل التوبة فترة ويسمى زمن الحياة الروحية أو ربيع الحياة الروحية.

الأمانة الشخصية تعتمد على نقاوة القلب وكل واحد وهو يصلي يقول: "قلبًا نقيًا اخلق فيا يا الله وروح مستقيم جدده في أحشائي"، ومع القلب النقي يتوجب وجود التوبة والصلاة وقراءة الإنجيل.

الأمانة الشخصية تتطلب أيضا ممارسة الأسرار المقدسة فهل تمارسها بوعي؟ إن لم تكن أمينا ابتدئ في الصوم لتكون أمينًا في حياتك الخاصة وأيضًا أمانتك من ناحية السماء وأمانتك في جسدك وأمانتك نحو حواسك الإنجيل يقول: "بكلامك تتبرر وبكلامك تدان"، الخلاصة في هذه النقطة أمانتك في الروح والجسد وحواس الجسد وفي السمع.

الأمانة الأسرية
وهي أمانة العلاقة بين الزوجين، ويقول البابا تواضروس «كل زوج وزجة في يوم الإكليل تسلموا بعض على سبيل الأمانة أنت أيها الزوج، وأنت أيتها الزوجة أنتم أمناء على بعض والأمانة تقتضي عوامل كثيرة كيف يحفظ كل طرف الآخر يسنده ويتعاون معه وعندما نعمل الإكليل هو عبارة عن ثلاثة أطراف (هو وهي والمسيح) الأمانة من الوالدين نحو أولادهم وبناتهم كيف يعيشون في مخافة الله. الأب والأم المهملين أولادهم يكونوا ضائعين وأولادنا وزنات سيحاسبنا الله عليهم وأيضا أن لا أتركهم يعيشون في العالم الافتراضي (الإنترنت) ساعات طويلة بلا فائدة، فإذا كانت الأسرة شبعانة حب تذوب أمامهم المشكلات وإذا لم يتوافر الحب لا يقدرون على مواجهة المشكلات».

وأوضح أن أغلى ميراث يتركه الأب لأبنائه هو المحبة، مشيرا إلى أن الأمانة السرية تمتد أيضا للتكريس ففي الرهبنة نحن نعيش أسرة روحية أمانة ربانية.

الأمانة المجتمعية
ويقول البابا: «المجتمع الذي نعيش فيه والإنسان في المجتمع إما طالب أو عامل، فالأمانة المجتمعية متشعبة جدًا: أمانة دراسية وهي تقضي أن الإنسان يكون مجتهدا سواء في دراسة علمية أو أدبية أو لاهوتية فنحن ندرس لكي نفيد المجتمع، أما أمانة العمل ومستلزمات العمل أن تكون ناجحا، بالإضافة إلى أمانة الوطن، وأمانة في خدمة الكنيسة».
الجريدة الرسمية