أزمات «مئوية بيت الأمة».. غياب قيادات الوفد أبرز أزمات الاحتفال.. أعداء «أبو شقة» يتهمونه بـ«الاستعراض الإعلامي» بعد توجيه الدعوة للرئيس الأمريكي.. ومصطفى الطويل يعلن ترح
تزامنًا مع تصاعد حدة الخلافات التي يشهدها حزب الوفد، تأتي الاحتفالية الخاصة بمرور مائة عام على ثورة 1919، التي كانت اللبنة الأولى في ظهور الحزب على الساحة السياسية، خلال المائة عام الماضية شهد «الوفد» أزمات عدة، تنوعت ما بين انقسامات وخلافات وإقالات واستقالات، غير أنه يمكن القول إن ما يشهده «بيت الأمة» في الوقت الحالى أقوى الأزمات التي مرت على تاريخه.
احتفالات المئوية
رغم الدعوات الكثيرة التي تم الإعلان عن أن الحزب سيوجهها لشخصيات سياسية رفيعة المستوى، على رأسها رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي لحضور احتفالات المئوية، إلا أن غياب رئيس الحزب السابق الدكتور السيد البدوى شحاتة، يأتي في مقدمة الأزمات التي تهدد الاحتفالية، لا سيما وأن «البدوي» ترأس الحزب ثماني سنوات متتالية، لكنه الغائب الأول عن حفل المئوية، الأمر الذي يمثل إحراجا وأزمة كبيرة للحزب العريق.
عدم حضور «البدوي» يمكن التعامل معه كونه نتيجة لأحداث سابقة، أبرزها قرارها بتجميد عضويته من الحزب، بعد الخلافات الطاحنة، وإعلان الأزمة المالية إبان فترة رئاسته للحزب، والديون التي وصلت إلى 48 مليون جنيه، والتي يعالج فيها قيادات الحزب الحالية للخروج من هذه الأزمة المالية، إضافة إلى أزمة الـ18 مليون جنيه التي أعلن الحزب أنها ديون على «البدوى»، وجميعها أمور تمثل خلافات كبرى بين البدوى وبين الإدارة الحالية للحزب، وخاصة بينه وبين رئيس الحزب الحالى المستشار بهاء أبو شقة.
قيادات وفدية
الرئيس السابق لـ«بيت الأمة» لن يكون الغائب الوحيد عن احتفالات المئوية، فالقائمة تضم إلى جانب «البدوي» قيادات وفدية عملت منذ أعوام كثيرة تحت سقف الوفد، منها الجبهة التي صدر قرار من المستشار بهاء أبو شقة رئيس الحزب بفصلها من الحزب تماما وقواعده، على خلفية إشاعتهم أنباء حول وجود شبهات في انتخابات الهيئة العليا لـ«الوفد»، إلى جانب تحريكها دعاوي قضائية لم يصدر حكم نهائي فيها حتى الآن، وأبرزهم المهندس ياسر قورة الذي كان يشغل منصب مساعد رئيس الحزب، واللواء محمد الحسيني أمين الصندوق السابق، واللواء محمد إبراهيم مساعد رئيس الحزب السابق أيضا، وشريف حمودة عضو الهيئة العليا السابق.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الحزب يستعد للاحتفالية منذ أشهر وليست وليدة اليوم، وقرر بأن تكون في قاعة المنارة في التجمع الخامس اليوم، موجها الدعوات لقيادات دولية وعالمية منهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورؤساء أحزاب وشخصيات حزبية عالمية وسفراء دول كبرى.
الإجراءات القضائية
ومن جهته أكد المهندس ياسر قورة مساعد رئيس حزب الوفد السابق، المتحدث باسم الجبهة المفصولة من الحزب أنهم مستمرون في الإجراءات القضائية لإبطال انتخابات الهيئة العليا الماضية، لافتا إلى أن قرار الاحتفال بمئوية الوفد هو قرار المستشار بهاء أبو شقة منفردًا، وأضاف: من المفترض أن يكون الوفد في مكانة أفضل من المكانة التي يشغلها حاليًا، وأن يقود الساحة السياسية لكنه تراجع كثيرا، وهذا ليس مكان الوفد الطبيعى، كما أن مئوية الوفد ليست اسما فقط، بل من المفترض أن تكون الاحتفالية بشكل يليق باسم الحزب وحضور رموزه، وتابع: دعوة ترامب لحضور الاحتفالية شو إعلامي فقط، ونحن نرتب حاليًا لعمل احتفالية بمئوية الوفد ودعوة كل رموز الوفد، الدكتور السيد البدوى وغيره من القيادات المتواجدة حاليا، وسيتم توجيه دعوة أيضا للمستشار بهاء أبو شقة، سواء حضر أم لم يحضر بعيدا عن الاحتفالية الحالية.
ومن جانبه قال المستشار مصطفى الطويل الرئيس الشرفى لحزب الوفد، عضو الهيئة العليا بالحزب: لا مانع من حضور أي وفدى الاحتفال بمئوية الحزب حتى حال كونه مفصولا من الحزب، لأنها احتفالية وطنية تعبر عن تاريخ الوفد، وأكمل: ولا مانع من حضور رئيس الحزب السابق الدكتور السيد البدوى إذا كان يريد الحضور، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يوجد عداء شخصى مع البدوى لكن الأمور تتعلق بالإدارة الحزبية فقط وليس خلافا شخصيا «أنا رئيس سابق للوفد ولم يحدث أي شيء».
"نقلا عن العدد الورقي..."