رئيس التحرير
عصام كامل

حادث محطة مصر يحول حلم التطوير لكابوس.. لجنة هندسية لفحص المباني وتحديد حجم الضرر..انشئت عام 1853 ودخلت الخدمة بعدها بثلاث سنوات.. احترقت بالكامل في القرن الـ19.. تضم قطعا أثرية وتاريخية نادرة

حادث محطة مصر
حادث محطة مصر

لم يمض وقت طويل على الانتهاء من تطوير محطة مصر، وتشغيل المول التجاري، الذي يطل على بهو محطة مصر، الذي تكلف الملايين من الجنيهات حتى وقع حادث قطار محطة مصر المأساوي، فتصدعت مباني المحطة التاريخية، وتصدعت معها آمال الكثيرين في تطوير هذا المرفق الحيوي.


وتعد محطة مصر ثانى أقدم محطات القطارات على مستوى العالم، بعد المحطات الإنجليزية وتم إنشاؤها عام 1853 ودخلت الخدمة عام 1856 مع بداية تشغيل السكك الحديدية في مصر، كما تعد محطة القطارات الأقدم في الشرق الأوسط ، والتي تؤرخ للسكة الحديد في أفريقيا.

أسماء المحطة
وأُطلق على محطة مصر العديد من الأسماء من قبل منها "باب الحديد" تعبيرا عن القطارات التي لم يكن العالم يعرفها بعد سوى في مصر وإنجلترا بالإضافة إلى أسماء أخرى مثل «محطة مصر ومحطة رمسيس». 

وحادث اليوم في محطة رمسيس ليس الأول من نوعه، إذ تعرضت المحطة العريقة للاحتراق بالكامل في أواخر القرن التاسع عشر، وتم إعادة تصميمها وإنشائها بشكل موسع عام 1893.

عمليات التطوير
وشهدت المحطة منذ هذا التاريخ الكثير من عمليات التطوير التي بدأت لأول مرة في عهد الخديو إسماعيل الذي أضاف إلى مبانيها، أما أبرز عمليات التطوير فتمت بعد ثورة يوليو عام 1952 حين تغيرت هوية المحطة من الطابع الإسلامي، وأضيف إليها الكثير من الطرز المعمارية التي تميز بها شمال أفريقيا والمغرب، وتم تعديل الواجهات الخارجية وتشطيب البهو الرئيسي باستخدام الجرانيت والبلاطات الخزفية عوضا عن أعمال بياض الحجر الصناعي والذي يكسو واجهات البهو.

مقتنيات أثرية
وتضم محطة مصر العديد من الآثار والمقتنيات الفريدة منها عربة الخديو إسماعيل، وبعض المقتنيات الأثرية لأقدم القطارات ونماذج لعملة وغيرها من المقتنيات الأثرية الخاصة بالسكك الحديدية، بالإضافة إلى المباني الإدارية للسكك الحديدية والخطوط والأرصفة التي أضيف لها عشرات الأعمال الفنية التي اشتهرت بها السكك الحديدية على مدار السنوات الماضية منذ خمسينيات القرن الماضى وحتى اليوم.

المول التجاري
وكانت مباني المول التجاري لمحطة مصر تعرضت للتصدع، ومن المقرر أن يتم تشكيل لجنة هندسية لفحص المباني وتحديد مدى الضرر الذي وقع على مباني المحطة، وكيفية التدخل لإنقاذ المحطة، وهل هناك مبانٍ سيتم هدمها وإزالتها أم لا وهل يمكن ترميم المباني الحالية من عدمه، وقال المصدر إن التصدع يتركز في المول التجارى والبهو ولم يمتد للمبانى الإدارية.

وكانت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغًا يفيد بتصاعد أدخنة من محطة مصر، وعلى الفور تم الدفع بـ10 سيارات إطفاء وخبراء المفرقعات وعناصر شرطة النقل والمواصلات للوقوف على ملابسات الواقعة.

وكشف الفحص أيضًا أن حريق محطة مصر وقع نتيجة تصادم جرار قطار وعربة "باور" الخاصة بالتكييف بصدادات نهاية الرصيف، وانفجار تانك السولار بالجرار ونشوب الحريق.

وتمكنت قوات الحماية المدنية، من إخماد حريق نشب نتيجة اصطدام قطار برصيف داخل محطة مصر، مما أسفر عن سقوط وفيات ومصابين.

وأعلنت هيئة السكة الحديد في بيان رسمي، انحدار جرار وردية رقم 2302 واصطدامه بالصدادات الخرسانية بنهاية الرصيف رقم 6 بمحطة مصر.

وكشفت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أن عدد مصابي الحادث 43 مواطنًا، واستشهاد 20 آخرين، وتم نقلهم عبر 30 سيارة إسعاف إلى مستشفيي معهد ناصر ودار الشفاء.

واستقال الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، بعد وقوع الحادث.


الجريدة الرسمية