زوجات النبي، زوجة نبي الله زكريا هل هي خالة المسيح عليه السلام؟

مثل شقيقتها امرأة عمران أو ابنة أختها في أحد الأقوال قص علينا القرآن قصة زوجة نبي الله زكريا التي وصفها الله على لسان نبيه بأنها كانت عاقرا لا تنتظر الولد، إلا أنها رأت استجابة الله لدعاء امرأة عمران وإنجابها مريم، هنالك دعا زكريا ربه أن يرزقه الذرية من زوجته، وهنا استجاب الله دعاءه ورزقه بابنه يحيى..

 في السطور التالية نستعرض معكم قصة زوجة نبي الله زكريا وهل هي فعلا خالة المسيح عليه السلام؟..

 نسب زوجة نبي الله زكريا

إليصابات هي زوجة النبي زكريا وأم النبي يوحنا المعمدان (النبي يحيى) وأخت حنة أم مريم عليها السلام بنت عمران، واليصابات هذه هي الصيغة اليونانية لاسم لفظه في اللغة العبرية ((إليشيبا أو اليشبع)) أي (الله قسم) ومعناه المكرسة للرب، وهو اسم امرأة تقية من سبط لاوي ومن بيت هارون.

 واسمها في العبرية هو نفس اسم امرأة هارون (اليشبع). وفي الإنجليزية هو إليزابيث وربما هذا يفسر كثرة اسم إليزابيث في الإنجليزي وتم تعريب الاسم إلى «اليَصابات» كما في كتب التاريخ العربي، وأصل التاء ثاء، لكن العرب خففوها فجعلوها تاء.

كانت تقية وصالحة ومن العابدات، وصابرة على قضاء الله، عاقرا لا تلد، وعندما استجاب الله لدعاء عمران وحنة شقيقتها بعد أن لبثت حنة ثلاثين سنة لا ولد لها فحملت، ونذرت أن تهب ولدها لخدمة بيت المقدس، وكانت ترجو أن يكون ذكرًا، وحملت ابنتها مريم، أصر زكريا عليه السلام زوج خالتها إيشاع على أن يكفلها.

وذكرت قصة زوجة نبي الله زكريا وأم النبي يحيى في ثلاث سور: في سورة آل عمران، ومريم، والأنبياء، وكانت بدايتها في سورة آل عمران عندما دخل سيدنا زكريا على مريم عليها السلام، وهو من تكفَّل برعايتها، ووجد عندها رزقًا طيبًا، فسألها: ﴿ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37]؛ هنالك طَمِع سيدنا زكريا فيما عند الله؛ لما رأى بعينه نِعَم الله على مريم، ودعا قائلًا: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، وكان العجب أن الإجابة لم تتأخَّر، وجاءت فورًا: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39]؛ فتعجَّب سيدنا زكريا وتساءَلَ كما يفعل أيُّ إنسان مهما كان نبيًّا فهو بشر، وقال: ﴿ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ﴾ [آل عمران: 40]؟! فكانت الإجابة: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 40]، وفي سورة مريم كانت الإجابة مفصَّلة: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾ [مريم: 9].

 فرزقهما الله غلامًا اسمُه يحيى، لم يُسمَّ هذا الاسم لأحدٍ قبله، وهذه بشارة لزكريا وزوجه وجائزة صبرهما ﴿ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ﴾ [مريم: 7]، لم يكن هذا فقط الميزة الوحيدة في هذا الغلام؛ بل إن الله سوف يؤتيه الحُكمَ وهو صبي، ويكون من المتقين، برًّا بوالديه، والذكر الحسن له في حياته ومماته ويوم يُبعث يوم القيامة.   

زوجات الأنبياء، السيدة هاجر أم العرب العدنانيين وأول من ثقبت أذنها ولبست القرط

امرأة العزيز ونسوة المدينة، لماذا لم يصرح الله بأسمائهن في القرآن الكريم

هل زوجة نبي الله زكريا هي خالة المسيح عليه السلام؟

قال الإمام القرطبي عند قوله تعالى: وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا[مريم: 5] "امرأته هي إيشاع بنت فاقوذا بن قبيل، وهي أخت حنة بنت فاقوذا. قاله الطبري. وحنة هي أم مريم.

 وقال القتبي: امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران. وعلى هذا القول تكون زوجة نبي الله يحيى خالة السيد المسيح، ويكون يحيى ابن خالة عيسى عليهما السلام على الحقيقة، وعلى القول الآخر يكون ابن خالة أمه.

 وفي حديث الإسراء قال عليه الصلاة والسلام: فلقيت ابني الخالة يحيى وعيسى، شاهدا للقول الأول. وايا ما كانت الأقوال فإن الخالة تطلق علي شقيقة الأم وما علا من النساء من جهة الأم.

فضل يحيى عليه السلام

حملت زوجة زكريا عليه السلام ورزق بيحيى، وجاء الأمر ليحيى عليه السلام عندما كبر: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) (مريم:12-15)، واختلف العلماء في معنى الحكم هل هو الحكمة؟ أم هو النبوة؟ فكلاهما وارد والأرجح عندهم أنه الحكمة.

وعن قتادة أن الحسن قال: إن يحيى وعيسى التقيا، فقال له عيسى: استغفر لي، أنت خير مني، فقال له الآخر: استغفر لي أنت خير مني، فقال له عيسى: أنت خير مني، سلمتُ على نفسي وسلم الله عليك، فعُرف –والله– فضلهما وهذا من تواضع عيسى عليه السلام، لكن باتفاق العلماء أن عيسى عليه السلام أفضل من يحيى عليه السلام فهو من أولي العزم من الرسل، وفي ذلك بيان قول عيسى عليه السلام: (وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) (مريم:33)، وفي مسند الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” مَا مِنْ النَّاسِ أَحَدٌ إِلَّا قَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ لَيْسَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا“(3).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.