انتخابات الزمن العصيب
في جلسة ساخنة واجه زملائي الزميل الأستاذ "ضياء رشوان" المرشح على منصب انتخابات نقيب الصحفيين بهواجسهم ومخاوفهم ومعاناتهم، ولم يكن "ضياء" في ردوده دبلوماسيا أو مرواغا عندما سأله زميلنا "طارق المغربى": هل الصحافة سلطة رابعة؟ قال "ضياء" قولا واحدا: لا.. ليست سلطة من أساسه؛ فالسلطة هي التي تملك العقاب، ويخول لها القانون والدستور ذلك..
انتهت إجابة "ضياء" ولم تنته الاستفهامات التي طرحها عدد من شباب هذا الجيل حول مستقبلهم الغامض كما وصفوه.
تأتى انتخابات النقيب والتجديد النصفى لنقابة الصحفيين وسط أجواء ضبابية، وأسئلة مشروعة حول مستقبل الصحافة الورقية، بل ومستقبل المهنة بشكل عام، الوقائع تؤكد عدم قدرة الصحافة القومية على النهوض وخسائر فادحة تطال الجميع، المؤسسات الخاصة تعانى أيضا ربما ليس بنفس الوتيرة، ولكنها تعانى، أما الصحافة الحزبية فقل عليها السلام، بعد أن باتت محاصرة بالديون، وعدم القدرة على الاستمرار، إضافة إلى اختفاء أول صحيفة معارضة -الأحرار- بعد أن كانت ملء السمع والبصر.
على أن المشكلات المادية ليست وحدها هي الهاجس الذي يطارد الجماعة الصحفية، بل يمتد الحديث حول مساحة الحرية المتاحة، وعزوف القراء، وانعدام الرؤية المستقبلية، وتقلص الهامش الديمقراطى وسط محيط إقليمي قلق، لا ينبئ بجديد يساهم في قيام حالة جديدة تمكن المؤسسات الصحفية من الاضطلاع بدورها في حماية المجتمع، ومنظومة الأمن القومى التي لا يمكن تصورها بدون صحافة قادرة على الذود عن الأمة في معركة البقاء والاستقرار.
زملاؤنا الذين امتلكوا الشجاعة على طرح أنفسهم لتحمل مسئولية العمل النقابى في هذه المرحلة الحرجة، ينتظرهم جدول أعمال هو الأصعب في تاريخ النقابة، وتواجههم مشكلات تستعصى على الحل، غير أن الأمل والتاريخ يؤكدان أن المحاولة شرف لن تنساه الجماعة الصحفية، لكل من طرح نفسه خادما لزملائه في هذه الظروف الصعبة!